زينب النفزاوية سيدة الجمال والحكمة ودورها الريادي في تاريخ المغرب
الدار / سارة الوكيلي
زينب النفزاوية بنة إسحاق إشتهرت بالجمال و قوة الذكاء و الفطنة. نشأت في أغمات بالمغرب حيث كانت أغمات مركزا تجاريا بارزا في المغرب خلال القرنين 11-12م. بفضل نجاح والدها في التجارة، أصبحت زينب واحدة من أكبر التجار في المدينة، فكان يخطبها أشياخهم وأمراؤهم فتمتنع لهم وتقول: لا يتزوجني إلا من يحكم المغرب كله تزوجت زينب النفزاوية في البداية من يوسف بن علي بن عبد الرحمان بن وطاس، شيخ أغمات أوريكة، في سنة 449 هـ / 1057 م. وبعد وفاة زوجها بسبب هجوم بنو يفرن على المدينة، تزوجت من زعيم المغروايين لقوط المغراوي. ولكن، لحقت به مصيره المأساوي حيث قتل في إحدى معاركه مع المرابطين في تادلا. بعد ذلك، دخلت المرابطين إلى أغمات، وخطبها الأمير المرابطي أبو بكر بن عمر اللمتوني وتزوجها.لم يستمر زواج الأمير المرابطي أبو بكر بن عمر من النفزاوية طويلا. سرعان ما وجد نفسه مضطرا للعودة إلى الصحراء لتهدئة الفتنة التي اندلعت بين قبائل مسوفة. قبل رحيله، أخبر زوجته زينب بأنه لا يستطيع أن يتركها في ظل الصراعات والحروب، واقترح الطلاق. ردت زينب بقولها: “الرأي السديد هو ما تراه”. وبناء على هذا الرأي، طلقها. فذكروا أنه قال لابن عمه يوسف ابن تاشفين: تزوجها، فإنها امرأة مسعودة، وفعل ذلك بعد انتهاء فترة العدة الخاصة بها، ثم الزواج الرابع لزينب النفزاوية من خليفة أبي بكر بن عمر، وهو ابن عمه، يوسف ابن تاشفين، في سنة 453 هـ / 1062 م. ودخل بها، فسرت به وسر بها، وأظهرت له أنه يتمتع بسلطان على المغرب بأكمله. ساهمت بشكل كبير في تحسين أوضاعه ومكنته من الحصول على ثروات غزيرة. وجمع له القبائل أموالا عظيمة فجند الأجناد وأخذ في جمع الجيوش من البربر… أعجب ابن تاشفين بزينب ليس فقط بسبب جمالها، ولكن أيضا بنبوغها وفطنتها. فكانت نعم المستشارة ومساعدة لزوجها، حيث قدمت له الدعم اللازم وساهمت في تعزيز قوته، وكان يوسف يذكر دوما فضل زينب أمام الملأ من الناس ويثني عليها ثناء حسنا، فكان إذا اجتمع بأبناء عمومته يقول “إنما فتح الله البلاد برأيها”. خاصة بعد نهاية الفتنة بين قبائل مسوفة وعود أبي بكر بن عمر إلى مراكش. وفقا للمصادر التاريخية، كانت النفزاوية هي التي نصحت زوجها بالترحيب بعودة أبو بكر بن عمر، الذي عاد لاستعادة قيادته على المرابطين.
قالت النفزاوية ليوسف : “ابن عمك متورع عن سفك الدماء، فعند لقائه، احتفظ بأدبك وتواضع، واظهر الترفع والاستبداد بشكل يجعلك مساوٍ له. ولا تنس أن تظهر لطفك عبر الهدايا من الأموال وغيرها، فهو في أرض صحراوية وكل ما يأتي من هناك يُعَدّ مستطرفًا لديه.”
عند اقتراب أبو بكر بن عمر من المغرب، خرج يوسف بن تاشفين لملاقاته، ورحب به وهو راكب سلاما مختصرا. لم ينزل له ولم يظهر الأدب المعتاد، فاستغرب أبو بكر من عدد جيوشه وسأله عنها، فأجاب يوسف: “أستعين بها على من يعارضني.”
هذا جعل أبو بكر يتردد، ولكنه لاحظ ألف بعير قد تقدمت تحمل ثروة كبيرة، فاستفسر عنها. فأجاب يوسف: “قد جئتك بكل ما أملك من مال وأثاث وطعام لتستفيد منه في بلاد الصحراء.” فزاد ابن تاشفين تعرفا من حالته، وأدرك أنه لا يمكن لأبو بكر التخلي عن هذا الأمر.
قال أبو بكر: إني قد وليتك هذا الأمر وإني مسؤول عنه فاتق الله في المسلمين وأعتقني وأعتق نفسك من النار ولا تضيع من أمور رعيتك شيئا فإنك مسؤول عنه. والله يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك وهو خليفتي عليك وعليهم، ثم ودعه وانصرف إلى الصحراء.نجحت الخطة التي اقترحتها زينب النفزاوية على زوجها.
وبعد هذه الواقعه نصحت زينب زوجها ان يوسع مراكش حيث كانت النفزاويه بمثابه مهندسة مراكش حيث اعطت حيث اعطت اشارات على مكان بناء قنوات المياه واعطت قيمه كبيره لبناء الحدائق للترفيه على الناس