مهرجان فاس للثقافة الصوفية يكرم النساء الصوفيات
الدار/صفية العامري
تحتضن مدينة فاس مهرجان فاس للثقافة الصوفية في دورته الحادية عشر، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي انطلقت فعالياته ليلة أمس 20 السبت 20 من أكتوبر بساحة باب الماكينة.
وعرفت انطلاقة المهرجان عرضا فنيا أصيلا، بعنوان" قصيدة للنساء الصوفيات" وهو نوع من التكريم للنساء الصوفيات، وأبرز وجوههن رابعة العدوية الشاعرة الصوفية المسلمة، وقد شارك في أدائه كل من الفنانات كارول لطيفة أمير وليلي أنفار وفرانسواز أطلان، وبهاء روندا ثم إدريس برادة ومجموعة فرقة رحوم البقالي للحضرة الشفشاونية.
وقدمت ثلاث نساء من الشرق والغرب؛ فرانسواز أطلان، وكارول لطيفة أمير وليلي أنفار، عملا إبداعيا بلغة شعرية مستوحى من حياة الصوفية ربيعة العدوية التي عاشت في العراق في القرن الثامن وتعتبر أم الصوفية.
وسافر العرض بالجمهور عبر التاريخ والتراث راسما لوحات فنية راقية تستلهم من الروح الصوفية ممزوجة بالحضرة الشفشاوينة والتراث الأندلسي والموسيقى الغربية بأداء مؤنث بحت فنالت قصائد من قبيل ”الحرم يا رسول الله“ تصفيقا متواصلا من الجمهور الحاضر.
وتواصل فعاليات مهرجان الثقافة الصوفية إلى غاية 28 أكتوبر الجاري، منفتحا بالخصوص على الأصوات النسائية للثقافة الصوفية من خلال استضافة نساء صوفيات وفنانات يستلهمن أعمالهن من التراث الصوفي سواء بالمغرب أو بغيره من البلدان.
وتعرف هذه الدورة مشاركة متميزة من طرف المدرسة الصوفية بمنطقة الشام، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها هذه المنطقة، التي أسهمت كثيرا في إثراء الثقافة العربية بكل تفرعاتها.
وبحسب فوزي الصقلي رئيس جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية فقد تم هذه السنة اختيار شعار "الحضور الصوفي“، لهذا المهرجان الذي يسعى إلى إبراز الأوجه المتعددة للثقافة الصوفية، وحضورها بصيغ مختلفة في مجالات إبداعية عديدة، في مقدمتها الأدب والشعر والفلسفة.
وتسعى جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، من خلال تنظيم هذه الدورة بتعاون مع جمعية فاس-سايس، إلى "إتاحة الفرصة للمغاربة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف ثقافتهم وتمكينهم من الوصول الى الغنى الفني والفكري والروحي.
وتخلل هذه الدورة ال11 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية العديد من الندوات والتي تتمحور حول مواضيع، " الصوفية نموذجا للحضارة"، و"الصوفية بصيغة النسوة"، و"الصوفية والفن المعاصر"، و"ابن عباد الروندي والنموذج الروحي المغربي الأندلسي"، و"التيجانية والإسلام في إفريقيا". إضافة إلى برمجة أمسيات فنية مفتوحة للعموم في فن السماع لمختلف الطرق والطوائف المغربية، منها الطرق البودشيشية والدرقاوية والشرقاوية والوزانية والريسونية و الصقلية.
المصدر: وكالة الأنباء بتصرف