أخبار الدار

إقصاء “الأسود” في النهائيات.. تختلف الظروف والإخفاق واحد

الرباط/ صلاح الكومري

سيناريو إخفاق المنتخب الوطني المغربي في نهائيات كأس إفريقيا، وخروجه من الدور الثاني أمام البنين "المتواضع"، لا يختلف في شيء عن إخفاقه في المشاركات السابقة، بداية من 2006 في مصر، و2008 في غانا، و2012 في الغابون وغينيا الاستوائية، و2013 في جنوب إفريقيا، و2017 في الغابون.

في جميع الدورات السابقة، كان المنتخب المغربي يشارك في النهائيات بطابع البهرجة والاحتفال، بحيث أنه يسقط ضحية "تطبيل" وسائل الإعلام العربية والإفريقية، حينما تضعه مرشحا بارزا للفوز باللقب، ويسقط ضحية تطبيل الجماهير المغربية التي تبالغ في مدح انتصار صغير في الدور الأول لا يسمن ولا يغني في بطولة تحتاج نفسا طويلا، وتبيع نفسها وهما ينتهي بصدمة.

في دورة مصر 2006، شارك المنتخب المغربي في النهائيات، تحت قيادة المدرب امحمد فاخر تحت تصفيق وتطبيل الإعلام الإفريقي والجماهير المغربية، التي زعمت، وقتها، أن "الجنرال" قادر على العودة بالكأس من أرض "الفراعنة"، بداعي أننا نشارك بمنتخب لعب المباراة النهائية في الدورة السابقة "تونس2004"، والنتيجة أننا أقصينا من الدور الأول برصيد نقطتين.

في دورة 2008، كان الجمهور المغربي أكثر تفاؤلا بالمشاركة في النهائيات، كان يتوسم الخير في الفرنسي هنري ميشال، بحكم أنه صنع مجدا مع العناصر الوطنية في نهائيات كأس العالم 1998، ويتوسم الخير في مجموعة من اللاعبين، كانوا، وقتها، نجوما في الدوري الوطني، على رأسهم سفيان العلودي، وحين فاز "الأسود" في المباراة الأولى أمام ناميبيا بخمسة أهداف لواحد، لم يعد للمغاربة من شك أن المنتخب الوطني سيعود بالكأس هذه المرة، لكن الصدمة كانت كبيرة وهي ترى العناصر الوطنية تسقط أمام غينيا بثلاثة أهدف، وأمام غانا، بهدفين لصفر، وتقصى من الدور الأول.

بعد هذا الإقصاء، عرى هنري ميشال الحقيقة المرة التي نعيشها في المغرب، وقال ما مفاده، إن الكرة المغربية تفتقد إلى استراتيجية عمل احترافية طويلة المدى، تمكنها من تحقيق نتائج إيجابية على المدى البعيد، وهذا ما لم يقبله بعض المسيرين فسارعوا إلى إقالته من منصبه، بعد أن وبخوه، لكشفه حقيقتهم وعورة الكرة المغربية.

غاب المنتخب الوطني عن المشاركة في دورة 2010 التي أقيمت في أنغولا، وحين شارك في دورة 2012 في الغابون وغينيا الاستوائية، تحت قيادة البلجيكي إريك غريتس، تكرر سيناريو الإخفاق نفسه، إذ أن كثيرون لم يراودهم شك، قبل البطولة، في فوز المنتخب الوطني باللقب، لهذا راحوا يطبلون وينفخون في العناصر الوطنية، فقد توهموا بأن الفوز أمام المنتخب الجزائري برباعة، في مدينة مراكش، في مرحلة التصفيات، يشفع للأسود بالفوز أمام أي منتخب، مهما كان حجمه، لكن الحقيقة تفرض نفسها دائما، فقد أقصي المنتخب الوطني من الدور الأول، باحتلاله المركز الثالث في المجموعة الثالثة برصيد 3 نقط، خلف كل من تونس والغابون.

في الدورة الموالية 2013، التي أقيمت في جنوب إفريقيا، قال رشيد الطاوسي، الناخب الوطني، آنذاك، إن المنتخب الوطني سيذهب إلى بلاد "البافانا افانا" متسلحا بالخبرة، ما يؤهله لبلوغ الدور نصف النهائي على الأقل، وبعد ذلك، اكتشف الرأي العام أن الأمر لم يكن يتعلق إلا بوهم رمي إلى الجمهور، وحلم لا يتحقق بالأماني والشفوي، إذ أقصي "الأسود" من الدور الأول مرة أخرى.

غاب المنتخب الوطني عن المشاركة في دورة 2015، وفي دورة 2017 التي أقيمت في الغابون، تمكن من عبور الدور الأول، فخرجت الجماهير المغربية محتلفة في الشوارع، معتبرة أن ما تحقق، إنجاز يستحق الفرح، بينما في المقابل فإن منتخبات تعودت على التألق في النهائيات، مثل غانا والسنيغال، ومصر، وصفت البطل، اعتبرت المشاركة فاشلة، لا ترقى لطموحاتها.

وهكذا، يظهر أن سيناريو خروج المنتخب الوطني من النهائيات، في الدورات السابقة، لا يختلف في شيء عن خروجه من الدورة الحالية، فجميع الظروف متشابهة، وحدها التفاصيل الصغيرة تختلف عن بعضها، ما يؤكد أن الإطار العام الذي يدور في فلكه المنتخب الوطني، مازال على حاله دون تغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 14 =

زر الذهاب إلى الأعلى