قرية صينية صغيرة في مقاطعة هونان تتحول إلى مركز للسياحة الأدبية
الدار/خاص
في مقاطعة هونان جنوب الصين، تقع قرية خلابة اسمها تشينغشي، وهي قرية يبلغ عدد سكانها 7,000 نسمة وتغطي مساحة 9 كيلومترات مربعة، استطاعت التحول بشكل لافت من قرية تقليدية هادئة إلى مركز نابض بالحياة للسياحة الأدبية والثقافية.
بدأت قصة نجاح هذه القرية، التي تعرف بأنها مسقط رأس الكاتب الصيني المعروف تشو ليبو، من خلال مبادرة محلية تجمع بين حب الأدب والتراث الثقافي. ولتكريم هذا الكاتب البارز، أقام سكان القرية نصبًا تذكاريًا كبيرًا يحمل صورة تشو ليبو، لكنهم لم يكتفوا بذلك؛ فقد بدأوا بتطوير فكرة مبتكرة لتشجيع السياحة الثقافية من خلال إقامة العديد من المكتبات والمراكز الأدبية.
وتنتشر المكتبات في كل أنحاء القرية، حيث يجد السياح أنفسهم وسط عالم من الكتب، من الأدب الصيني التقليدي إلى الأعمال الأدبية الحديثة. وتتسم هذه المكتبات بتصميماتها المعمارية الفريدة التي تنسجم مع جمال الطبيعة الخلابة بالقرية، مما يمنح الزوار تجربة فريدة تجمع بين متعة القراءة والاستمتاع بالمناظر الخلابة.
ويشير العديد من الأدباء الذين يتوافدون إلى القرية من جميع أنحاء الصين إلى أن تشينغشي تمثل مصدر إلهام حقيقي لهم. يقول الكاتب الصيني وانغ لي، الذي أمضى شهورًا في الكتابة داخل القرية في كتابه الشهير ليالي الصيف : “هنا، يتناغم هدوء الطبيعة مع روح الأدب، مما يوفر بيئة مثالية للكتابة والإبداع.”
لم يتوقف تأثير التطور على جذب الكتاب فقط، بل أسهم أيضًا في تحسين الوضع المادي للسكان المحليين. فالسياحة الأدبية جذبت السياح من مختلف أنحاء الصين والعالم، مما أدى إلى بناء مقاهٍ صغيرة ومتاجر للهدايا التذكارية ومطاعم تقدم الأطعمة التقليدية المحلية، مما خلق فرص عمل جديدة وزاد من دخل السكان المحلين.
تتمتل أهداف هذه القرية في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، من خلال إقامة ورش عمل وحلقات دراسية حول فنون الكتابة والخط التقليدي الصيني، وفنون الورق والموسيقى التقليدية. وقد أضفى هذا بُعدًا آخر من الجاذبية على القرية، ليجعلها وجهة لا تقتصر على محبي الأدب، بل على كل من يسعى إلى التعرف على جمال و عمق الثقافة الصينية.
نجحت قرية تشينغشي في ارتقاء بنفسها من مجرد قرية بسيطة الى ان اصبحت وجهة ثقافية متميزة، مستغلةً تراثها الأدبي وتفاني سكانها، وأصبحت مثالا يُحتذى به في كيفية دمج التراث والثقافة في تعزيز السياحة وتنمية المجتمع المحلي القروي.