تشجيع ومؤازرة.. أمم أفريقيا تدفن خلافات جماهير مصر والجزائر
لفت أنصار منتخبي مصر والجزائر الأنظار منذ انطلاق منافسات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، وظهر التناعم بين الطرفين من خلال الدعم المتبادل بينهما في لقاءات البطولة التي جرت حتى الآن، خاصة أنه لم تفرض الظروف مواجهة تجمع المنتخبين.
هذا التناغم أظهر حالة معاكسة لما شهدته مواجهة المنتخبين قبل عشرة أعوام في المباراة الفاصلة المؤهلة لمونديال 2010، حين سممت الأزمة الكروية العلاقة بين البلدين، وبقيت آثارها مترسبة لمدة طويلة بعد أن استثمر الإعلام فيها طويلا.
ورغم الأداء "المتواضع" للمنتخب المصري خلال البطولة، الذي أقر به قطاع كبير من المصريين وأدى في نهاية الأمر لخروجه المبكر من المنافسة، رصدت العديد من المنابر الإعلامية حزنا لدى مشجعين جزائريين، وأسفهم لهذا الخروج.
في المقابل، ومنذ صباح الأحد الماضي، الذي شهد لقاء الجزائر بغينيا في الدور ثمن النهائي، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي ببروز وسوم "هاشتاغات" مختلفة لدعم المنتخب الجزائري، شارك فيها مصريون بكثافة، وأظهروا حالة جماهيرية "مبهجة" لمؤازرة الخضر فيما بقي له من منافسات بالبطولة.
فقد نافست وسوم "منتخب الجزائر" و"رياض محرز" و"الجزائر وغينيا" و"فخر العرب الحقيقي" و"آدم وناس"، خلال اليومين الماضيين، على صدارة الترند بموقع التواصل الاجتماعي تويتر في مصر، كما حضر بصورة واضحة تسجيل نشطاء مصريين دعمهم للمنتخب الجزائري في صفحاتهم على موقع فيسبوك.
وتعبيرا عن الغضب من منتخبهم إثر خروجه، حضرت لدى الجماهير المصرية في سياق دعمهم لمنتخب الجزائر أشكال من المقارنة بين أدائه ونجومه وبين أداء منتخب بلادهم، مطالبين لاعبي مصر بأن يراقبوا "الأداء المثالي" لنجوم المنتخب الجزائري ويستفيدوا منه.
ولم تغب الطرافة عن تفاعل المصريين ودعمهم للمنتخب الجزائري، حيث سجل العديد منهم تخوفه من أن يلحق سوء الحظ مسيرة المنتخب الجزائري في البطولة بسبب مؤازرة المصريين له فيما بقي من لقاءات البطولة.
تفاعلُ مصريين مع الحدث كان صريحا في التأكيد على ضرورة إزالة ما بقي من آثار "الأزمة" السابقة، واستغلال الخروج من المنافسة في إظهار دعم قوي للمنتخب الجزائري لإثبات أن المصريين لا يمثلهم "غوغاء الإعلام" ولا "أبناء مبارك"، الذين كان لهم دور في تأجيج الأزمة، و"التأكيد على وحدة الشعبين".