دعم الجزائر وتونس لنظام بشار الأسد حتى آخر دقائق قبل سقوطه: تضامن دكتاتوري أم غباء سياسي؟
الدار/ تحليل
منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، شهدت العلاقات الدولية حول الأزمة السورية تحولًا كبيرًا، حيث اختارت العديد من الدول معسكرًا في الدعم أو المعارضة للنظام السوري بقيادة بشار الأسد. ومع مرور الزمن، تباينت مواقف العديد من الدول العربية، ما بين دعم سياسي ومساندة غير مباشرة للنظام أو تأييد للثوار السوريين. ومن بين الدول التي أثارت الجدل في مواقفها، نجد كل من الجزائر وتونس، اللتين ظلتا تدعمان النظام السوري حتى في أحلك الظروف وحتى آخر اللحظات قبل سقوط نظامه وفراره.
الجزائر وتونس، رغم اختلافهما في تاريخ أنظمتهما السياسية، اختارتا الوقوف إلى جانب بشار الأسد في الحرب السورية، ما يثير تساؤلات حول السبب الحقيقي وراء هذا الدعم حتى الانهيار.
الجزائر، التي شهدت بدورها حربًا أهلية دامية في التسعينات، قد تكون كانت ترى في النظام السوري حليفًا في مواجهة الشعب الجزائري وقمعه، بينما تونس التي كانت تشهد تجربة ديمقراطية فريدة بعد الثورة عام 2011، حافظت على موقفها الداعم للأسد، رغم التحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة وذلك بعد ان اصبح قيس سعيد دمية بين أيدي شنقريحة وتبون.
قد يبدو أن هذه المواقف تندرج ضمن استراتيجية تضامن بين الأنظمة التي تتشارك في نوع من الحكم القمعي، حيث يساند كل نظام آخر في مواجهة ضغوطات المعارضة الداخلية والضغوط الدولية. في هذا السياق، يمكن فهم المواقف الجزائرية والتونسية كجزء من هذا التضامن غير المعلن بين الأنظمة الدكتاتورية.
لكن على الرغم من هذا الدعم الرسمي، فقد قوبل هذا الموقف بالانتقادات الحادة من قبل قطاعات واسعة من الشعوب العربية، التي تعتبر هذا التضامن بمثابة خيانة لدماء السوريين الذين سقطوا في حرب طاحنة ضد النظام القمعي السوري.
في دول مثل المغرب ودول عربية اخرى كان هناك رفض واسع لمواقف الجزائر وتونس، حيث رأوا أن استمرار الدعم للأسد يعني التضحية بقيم الديمقراطية والحرية.
ما يثير التساؤلات هو ما إذا كان دعم الجزائر وتونس لنظام الأسد هو نتيجة لحسابات سياسية معقدة، أم أنه ببساطة غباء سياسي جعلهم يغضون النظر عن ما ما كان يجري في سوريا من معاناة. إذ أن هذه المواقف جلبت وستجلب لهم عزلة في المحافل الدولية، خاصة في ظل تقارير حقوق الإنسان التي كانت تدين النظام السوري قبل سقوطه بممارسة القتل والتعذيب بحق الشعب السوري.
إذا نظرنا إلى التاريخ الحديث للمنطقة، نجد أن الأنظمة الدكتاتورية الفاشية تميل في كثير من الأحيان إلى التضامن فيما بينها. هذا التضامن قد يكون ناتجًا عن رغبة مشتركة في الحفاظ على استقرار الحكم، وعدم السماح بأي تغييرات قد تزعزع هذا الاستقرار…