نساء

لماذا تخشى النساء مواجهة أزمة “ربع العمر”؟

في الوقت الذي ينشغل فيه الناس بمخاطر مرحلة "منتصف العمر" وأزماتها، يتجاهلون أزمة عمرية أخطر وأكثر قسوة، إنها أزمة "ربع العمر".
يختبر الشباب أزمة ربع العمر بعد انتهاء مرحلة الدراسة، وبداية احتساب كل خطوة بطريقة مختلفة عما اعتادوا عليه في السابق حيث يواجهون عددا كبيرا من الخيارات فيما يتعلق بحياتهم المهنية وشؤونهم المالية، ومنازلهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

ماذا تعني "أزمة ربع العمر"؟
تقول منار "شهر واحد وأكمل الثلاثين عاما، لم أتزوج ولم أنجب، لم أرتبط مطلقا، وكل يوم أواجه ضغط عائلتي لتأخري في الزواج".
تعمل منار مترجمة في إحدى المؤسسات الكبرى، لكنها، مع ذلك، لا تشعر بالراحة بسبب الضغط المجتمعي الذي تتعرض له، وتوضح "لا يمثل زواجي من عدمه أزمة كبرى لي، لكن كل من حولي يشعرونني بتلك الأزمة، أحيانا أتوق لأن يكون لي بيتي الخاص، أتمنى أن يكون لي شريك حتى لا أشعر بالوحدة وأتخلص من تحكمات أسرتي في تفاصيل حياتي كأني طفلة لم أتجاوز السابعة، أشعر أنني في منتصف طريق لا أعرف كيف ينتهي، وهذا يقلقني للغاية".
يطلق مصطلح أزمة "ربع العمر" على الفترة التي تعقب مرحلة المراهقة وتشهد تغيرات جذرية في الحياة، ويمكن تحديدها منذ بداية العشرينيات وحتى منتصف الثلاثينيات.

ويعرف أخصائي علم النفس الإكلينيكي أليكس فوكي، في مقال منشور على موقع إندبندنت، أزمة ربع العمر بأنها فترة من عدم الأمان والشك وخيبة الأمل التي تحيط بحياتك المهنية وعلاقاتك ووضعك المالي.
ويزداد معدل انتشار أزمات ربع العمر بين أبناء الجيل الحالي، حيث تشهد أجيال الألفية أزمات مالية عميقة لم يشهدها آباؤهم، يوضح فوكي أن الشباب في مرحلة العشرينيات يواجهون ضغوطا مكثفة للحصول على سكن، والتنقل المهني المتزايد التعقيد، والنضال من أجل الحفاظ على العلاقات، ويخضعون عادة لمفهوم مشوه للحياة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن "التحديات الرئيسية التي يواجهها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما يمكن أن تشمل الخلط بين الهوية والنزاع الداخلي، والفشل في الوصول إلى التوقعات المحددة لأنفسهم، وعدم اليقين". 

"غيرت عملي ثلاث مرات، في أول حياتي المهنية عملت في مركز حقوقي لمدة عامين، وشعرت بأنه ليس مجالي، وعملت في الترجمة وبعد عام ونصف العام أدركت أنني لا أريد أن أكون مترجمة، والآن بعد أن أصبح عمري 26 عاما بدأت تعلم تصميم المواقع ليصبح عملي، أتمنى أن أجد فيه ذاتي ويكون مجالي الأخير"، تقول مريم.
بالنسبة للكثيرين من جيل الألفية، تكمن المشكلة في أنهم طموحون، لكنهم، مع ذلك، يكافحون دائما لإيجاد مجال وظيفي مناسب لهم، ويصبح تغيير الوظائف أمرا معتادا بالنسبة لأزمة ربع العمر، كما يؤكد فوكي، وبالنسبة لبعض الأشخاص يحدث ذلك مبكرا في بداية العشرينيات.


ما بين الزواج والإنجاب والعمل أو التفرغ لتربية الأبناء، تنشأ أزمة ربع العمر، وتتعرض لها النساء أكثر من الرجال بنسبة 56% إلى 61%، وفقا لبيانات أعلنتها شبكة التواصل المهني الشهيرة "لينكدإن"، إذ إن النساء أكثر عرضة للشعور بعدم اليقين بشأن ما يفعلنه في حياتهن المهنية من الرجال.
ويذكر الطبيب النفسي الدكتور أحمد عددا من الأسباب التي تجعل المرأة تصاب بأزمة منتصف العمر أكثر من الرجل:
1- الضغط المجتمعي على المرأة الذي يقلص مساحة الحرية في حياتها مقابل الرجل.
2- حصرها أسريا في اختيارات محددة مثل الزواج والإنجاب.
3- الصراع النفسي الداخلي حول تطلعاتها المهنية والمادية وتكوين الأسرة والأمومة.
4- دورها كمستقبل سلبي في الزواج، ومع تأخر سن الزواج لأسباب خارجة عن إرادتها تشعر بأزمة كبيرة.
5- تأخر الزواج يترتب عليه الخوف من عدم القدرة على الإنجاب بسبب طبيعتها الفسيولوجية، وهو ما يخلق حالة من التوتر الدائم والقلق.

هل يمكن تخطيها؟
يقدم إسماعيل عددا من النصائح للفتيات في تلك المرحلة لتخطي أزمة ربع العمر بسلام:
1- التعامل مع تلك الفترة بأنها حالة عامة تواجه الفتيات وسرعان ما تمر.
2- تجنب مقارنة الفتاة نفسها مع أخريات. لكل شخص ظروفه الخاصة ومشاكله الخاصة كذلك.
3- تحديد الأولويات بدقة والمحاربة لتحقيقها ورفض ما يملى عليك ولا تريده بوضوح تام.
4- التعامل مع كل وظيفة، مثلا، على أنها تجربة للتعلم والاستفادة وتمكنك من إجراء التغيير والتقدم.
5- تكوين صداقات والانغماس فيها، والحكي بأريحية عما تشعر به.
6- طلب المساعدة الطبية من متخصص نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى