سلايدرصحة

استهلاك اللحوم الحمراء وعلاقته بمرض السكري النوع الثاني: حقائق جديدة تكشفها دراسة حديثة

الدار/ تقارير

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة وستمنستر البريطانية، شملت مليوني مشارك، عن نتائج مقلقة تتعلق بالعلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء ومرض السكري من النوع الثاني. وأوضحت الدراسة أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر والضأن، واللحوم المصنعة، مثل النقانق، يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض المزمن، الذي يُعد مشكلة صحية عالمية تؤثر على مئات الملايين حول العالم.

اللحوم الحمراء تُعتبر منذ القدم مصدرًا غذائيًا مهمًا، حيث تمد الجسم بالبروتين والفيتامينات مثل فيتامين (ب)، والمعادن الأساسية كحديد والزنك. لكن تناولها بكثرة ارتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والسرطان، والوفاة المبكرة. الجديد في هذه الدراسة هو تسليط الضوء على تأثير استهلاك اللحوم الحمراء على مقاومة الجسم للإنسولين، مما يؤدي إلى تطور مرض السكري النوع الثاني.

وأشارت الدراسة إلى أن طريقة طهي اللحوم تلعب دورًا أساسيًا في هذا التأثير. إذ تؤدي درجات الحرارة العالية، مثل تلك المستخدمة في الشواء والقلي، إلى تكوين مركبات ضارة تُعرف باسم منتجات التحلل السكري المتقدمة. هذه المركبات تسبب الإجهاد التأكسدي، الناتج عن ذرات غير مستقرة تُعرف بالجذور الحرة، ما يؤدي بدوره إلى التهابات في الأنسجة السليمة، وهو عامل رئيسي في تطور مقاومة الإنسولين.

مرض السكري النوع الثاني، الذي يؤثر على 462 مليون شخص حول العالم، يحدث عندما يفشل الجسم في إنتاج كميات كافية من الإنسولين أو يعجز عن استخدامه بشكل فعال. ويُعد من بين أخطر التحديات الصحية في العصر الحديث، حيث يرتبط بمضاعفات مثل أمراض القلب والفشل الكلوي ومشاكل البصر، مما يضيف أعباء كبيرة على الأفراد والأنظمة الصحية على حد سواء.

وأوصى الباحثون بضرورة تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة، والاعتماد على بدائل صحية مثل البروتينات النباتية، والدواجن، والأسماك، بالإضافة إلى زيادة استهلاك الخضراوات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف. كما شددوا على أهمية تغيير طرق الطهي لتجنب درجات الحرارة العالية التي تؤدي إلى تكوين مركبات ضارة بالصحة.

الدراسة تسلط الضوء على ضرورة الاعتدال في استهلاك اللحوم الحمراء واتخاذ خطوات عملية لتحسين عاداتنا الغذائية، بهدف الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري النوع الثاني. وبينما لا يمكن إنكار الفوائد الغذائية التي تقدمها اللحوم، فإن تقليل الكميات وتحسين طرق الطهي يمثلان خطوة ضرورية نحو تعزيز الصحة العامة والوقاية من المخاطر.

زر الذهاب إلى الأعلى