جون أفريك تكشف أسباب التفوق الدبلوماسي المغربي في الساحل
الدار/ ترجمات
أكد تقرير نشرته صحيفة “جون أفريك” الفرنسية أن المغرب يحقق تفوقًا ملحوظًا في سياسته الخارجية بمنطقة الساحل، مشيرًا إلى الفوارق الجوهرية بين النهج المغربي والجزائري في معالجة القضايا الإقليمية والدولية.
يرى التقرير أن المغرب يعتمد نهجًا قائمًا على الواقعية والمرونة في تعاملاته الدبلوماسية، مستندًا إلى علاقات قوية ومتينة مع شركائه الإقليميين والدوليين. يظهر ذلك جليًا من خلال الانخراط الفاعل للرباط في ملفات محورية كالأمن، التنمية الاقتصادية، والتصدي للتطرف في منطقة الساحل.
وقد عزز المغرب موقعه كفاعل أساسي في دعم الاستقرار الإقليمي، عبر تقديم مبادرات ملموسة مثل برامج التدريب والتكوين الأمني لعناصر دول الساحل، فضلاً عن مبادراته التنموية التي تركز على البنية التحتية والتعليم.
في المقابل، تعتمد الجزائر نهجًا يوصف بالتقليدي، حيث تستند سياستها الخارجية إلى خطاب مبني على الأقوال دون تقديم حلول عملية كافية. وعلى الرغم من موقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، تواجه الجزائر تحديات في بناء شراكات قوية مع دول الساحل، لا سيما مع تنامي الأزمات الداخلية التي تقيد قدرتها على التأثير الإقليمي.
التقرير يشير أيضًا إلى أن الجزائر تميل إلى التركيز على الحلول العسكرية، في حين أن المغرب يتبع أسلوبًا أكثر شمولية يدمج بين التنمية البشرية والاستجابة الأمنية، مما أكسبه سمعة إيجابية كطرف داعم للاستقرار.
تأتي هذه التطورات في سياق تحولات جيوسياسية تشهدها منطقة الساحل، مع تزايد أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة تحديات الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وفي هذا الإطار، يبرز المغرب كحليف موثوق لدى شركاء دوليين، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مما يعزز مكانته كقوة دبلوماسية صاعدة في المنطقة.
يكشف التقرير عن ديناميكية السياسة الخارجية المغربية التي تستند إلى شراكات عملية وتعاون مثمر، مما يضعها في موقع الريادة في منطقة الساحل. في المقابل، تحتاج الجزائر إلى تطوير رؤيتها الإقليمية وإعادة النظر في استراتيجياتها إذا أرادت تعزيز مكانتها كفاعل رئيسي.
يبدو أن المغرب يمضي بخطى واثقة نحو تعزيز حضوره الإقليمي والدولي، مستفيدًا من استراتيجيات تجمع بين الواقعية والطموح.