جبريل الرجوب يبدد الشكوك ويؤكد دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية
الدار/ تحليل
دحض أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، الفريق جبريل الرجوب، الادعاءات السابقة التي استغلت تصريحاته خلال يوليوز 2023 لتوجيه رسائل مناوئة للوحدة الترابية للمغرب. جاء ذلك في بيان رسمي لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بتاريخ 9 يناير 2025، والذي سلط الضوء على لقاء جمع الرجوب مع سفير المملكة المغربية لدى فلسطين، عبد الرحيم مزيان، في مدينة رام الله.
وفقًا للبيان، ناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون بين المملكة المغربية ودولة فلسطين في مختلف المجالات، بما يشمل الشباب، الرياضة، والكشافة. كما أشاد الرجوب بالدور الذي يلعبه المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين.
ما يلفت الانتباه في البيان هو تصريحات الرجوب التي هنأ فيها المغرب على استضافة كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال، مثنيًا على الإمكانات البشرية واللوجستية التي يتمتع بها المغرب “من طنجة إلى الكويرة”. بهذه العبارة، أكد الرجوب دعمه الصريح للوحدة الترابية للمملكة المغربية ومغربية الصحراء، مرسلًا رسائل واضحة تعزز من موقف المغرب في هذا الملف الحساس.
تصريحات الرجوب الأخيرة جاءت لتسحب البساط من تحت الأوساط الجزائرية التي حاولت استغلال تصريحاته السابقة، حين قال من الجزائر في يوليوز 2023 إن “الاستفتاء هو الذي يحسم قضية الصحراء”. تصريحات اعتُبرت حينها “زلة لسان”، لكنها أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية المغربية، حيث قوبلت بموجة استياء كبيرة.
في المقابل، تصريحاته الأخيرة تعكس تحولًا في الموقف، وترسل رسالة مباشرة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مفادها أن دعم فلسطين للمغرب في ملف الصحراء غير قابل للتأويل أو التشكيك.
يُذكر أن تصريحات الرجوب المثيرة للجدل في 2023 جاءت خلال مشاركته في دورة الألعاب العربية بالجزائر، حيث استُضيف من قبل وسائل إعلام جزائرية، ما أتاح للأوساط الجزائرية توظيف تصريحاته في سياق يخدم مواقفها المناوئة لمغربية الصحراء.
اليوم، ومع البيان الأخير، يعيد الرجوب تصحيح مسار العلاقة بين المغرب وفلسطين، مؤكدًا على أن موقفه يتماشى مع دعم وحدة المملكة المغربية، من طنجة إلى الكويرة، وهو ما يعكس التزام فلسطين بالمواقف الثابتة تجاه القضايا التي تمس سيادة الدول الشقيقة.
بهذا التصريح، يعيد الرجوب صياغة رسائل التضامن الفلسطيني مع المملكة المغربية، وهو موقف يتجاوز مجرد تهنئة رياضية ليصبح رسالة سياسية تعزز من عمق العلاقة بين الشعبين، وتؤكد وقوف فلسطين إلى جانب المغرب في الدفاع عن قضاياه المصيرية.