أخبار الدارسلايدر

” إض ن يناير 2975 … عام جديد بطعم الأرض والهوية والإعتراف”

الدار/

حين تغرب شمس سنة في التقويم الأمازيغي، لا تعلن وداعا عاديا كما تفعل السنوات الميلادية ، بل تسدل الستار عن فصل من الحكايات المتوارثة، لتفتح أفقا جديدا في رحلة الأرض مع الإنسان. إنه “إض ن يناير”، إحتفال ليس كمثله إحتفال، إنه يتجاوز حدود الزمن ليغوص في عمق الطبيعة ، حيث تتشابك الجذور مع الطقوس ، ويعاد نسج العلاقة الأزلية بين البشر و الأرض.

في رأس السنة الأمازيغية ، لا تقرع الأجراس ولا تطلق الألعاب النارية ، بل تعد أطباق ،”تاكلا”، التي تحدث الأرض عنها وعن خصوبتها ، الأرض الأمازيغية رمز الوفرة والخير والعطاء .
“تاكلا” التي تلتف العائلات حولها في طقس روحاني يحمل في طياته شكرا للماضي ، وأملا في مستقبل يحمل البركة . إنها لحظة لا تقاس بالساعات ، بل توزن بثقل التراث والهوية وروح الانتماء .

في” إيض ن يناير” ، يعلن الزمن عن بدايته الجديدة ، ليست مجرد وداع لما مضى، بل لقاء مع دورة أخرى من الحياة تتجدد فيها الأرواح وتتعزز فيها جذور الهوية . إنه الشهر الذي ينبض بحياة الأرض ، يحمل في طياته عبق ذاكرة الأجداد ، ويغمر النفوس بحكايات لا تنتهي، حيث الزمن ليس مجرد تقويم تتعاقب فيه الأيام والشهور ، بل سردية ممتدة تأبى التوقف ، ورواية تعيد كتابة فصولها مع كل إشراقة جديدة .

ختاما ياسادة ، في “إض ن يناير” ، نحتفي نحن الأمازيغي بروح الأرض وصوت الحرية ، لا بمرور الزمن فقط ، بل بإرث عريق يجدد عهده مع النضال، مع الحلم الذي لا ينطفئ ، و مع الهوية التي تبقى شاهدة على استمرارية الحياة، متغلغلة في عمق التاريخ ومستقبله .

ذ/ الحسين بكار السباعي

زر الذهاب إلى الأعلى