أبواب المذلة: الموت القادم من حدود سبتة ومليلية
الدار/ نعيمة أخزان
منذ بداية العام الحالي، لقيت امرأتان حتفهما في النقطة الحدودية باب سبتة، ونقلت أخريات إلى أقسام المستعجلات في حالات خطيرة، بينما عانت المئات من النساء من إصابات مختلف خلال التدافع في هذه النقطة التي تعتبر من بين أسوأ النقاط الحدودية في العالم.
ومنذ سنة 2017 توفيت تسع نسوة في هذه النقطة الحدودية البشعة، وهو موت لا يتمناه أحد لنفسه ولا لعدوه، حيث يكون الموت تحت ضغط ورفس آلاف الأرجل، أو عن طريق الاختناق البطيء.
وهناك نسوة توفين فقط خلال ساعات الانتظار الطويلة، تحت أشعة شمس حارقة لا ترحم، في غياب أمكنة تحمي هؤلاء النسوة، وحتى الرجال، من لهيب الشمس وقسوة هذه المهنة التي لا تختلف كثيرا عن أخطر المهن في العالم.
لكن هناك جمعيات حقوقية تدق ناقوس الخطر وتقول إن عدد الوفيات بين نساء النقطة الحدودية أعلى بكثير من تسع وفيات في ثلاث سنوات، فهناك وفيات غير مباشرة تأتي نتيجة لهذا الضغط اليومي الرهيب، وعادة ما تموت النساء وحيدات في منازلهن أو في مستشفيات، نتيجة تبعات الضغط النفسي الرهيب أو الإصابات المتتالية في مناطق حساسة من الجسد أو نتيجة تراكم أمراض لم يجدن الوقت الكافي لعلاجها.
في النقطة الحدودية لسبتة، وأيضا في مليلية، تمتهن الحياة الإنسانية بشكل يومي، لكن ما يمتهن أكثر هي الكرامة الإنسانية، حيث تتحول آلاف النساء إلى مجرد "بغلات" لحمل أطنان البضائع، ومصطلح "بغلات" صار متعارف عليه بين وسائل الإعلام المغربية والدولية، وهو يشير إلى درجة الامتهان من أجل الحصول على لقمة عيش مرة.
في النقطة الحدودية لسبتة يمكن مشاهدة نساء كان يفترض أن يحصلن على التقاعد بعد الستين، لكن من الممكن مشاهدة نسوة يقتربن من السبعين، كما يمكن أيضا مشاهدة نساء، أو فتيات، تحت سن الثامنة عشرة، وهن يتقاتلن يوميا من أجل مصروف يومي لا يزيد في كثير من الأحيان عن مائة درهم في اليوم.
وفوق كل هذا، فإن المعاملة غير الإنسانية لهؤلاء النسوة تزيد من جعلهن فريسة سهلة لكل أنواع العقد السلطوية والنفسية، حيث يمكن ضربهن والاعتداء عليهن لفظيا من دون أية محاسبة.
إنها الجحيم بعينه.