أخبار الدارسلايدر

أزمة التعليم الابتدائي في المغرب: ثلثي التلاميذ لا يتقنون العربية والفرنسية والحساب

أزمة التعليم الابتدائي في المغرب: ثلثي التلاميذ لا يتقنون العربية والفرنسية والحساب

الدار/ تقارير

اعترف وزير التعليم المغربي، محمد سعد برادة، أمام مجلس النواب بوجود أزمة حقيقية في قطاع التعليم الابتدائي، حيث أفاد بأن ثلثي التلاميذ في المدارس المغربية يعانون من تدنٍ ملحوظ في مستوياتهم التعليمية في المواد الأساسية، وهي اللغة العربية، اللغة الفرنسية، والرياضيات. هذه التصريحات أثارت الكثير من القلق بين المواطنين، خاصة وأنها تعكس تحديات كبيرة تواجه النظام التعليمي في البلاد.

يرجع الكثيرون هذا التدني إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على قدرة الأسر المغربية في توفير بيئة تعليمية مناسبة. فالتفاوتات الاجتماعية، بالإضافة إلى المستوى التعليمي للأسرة، تلعب دورًا محوريًا في مستوى تحصيل الأبناء. علاوة على ذلك، يُنتقد النظام التعليمي بسبب أسلوب التلقين الذي يعتمد على الحفظ والتكرار، بدلاً من تحفيز التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب.

هذا النوع من التعليم لا يسهم في تطوير مهارات الطلاب، بل يؤدي إلى عدم فهمهم الحقيقي للمحتوى الدراسي.

المشكلة تتفاقم مع تزايد نسب الهدر المدرسي، وهو ما يعني أن أعدادًا كبيرة من التلاميذ لا يكملون دراستهم بسبب ضعف مستوياتهم الأكاديمية. كما أن المغرب يعاني من تراجع ملحوظ في التصنيفات الدولية الخاصة بالتعليم، ما يضع البلاد في موقف حرج مقارنةً مع الدول الأخرى.

ووفقًا للتقارير الصادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فإن معدل التعثر لدى التلاميذ في هذه المواد الأساسية يزداد بشكل ملحوظ مع تقدمهم في المراحل الدراسية.

فقد أشار الوزير إلى أن 90% من التلاميذ الذين يصلون إلى المرحلة الإعدادية لا يتقنون اللغة العربية، ولا الفرنسية، ولا الرياضيات، مما يعكس عمق المشكلة التي تبدأ من سنوات التعليم الأولى.

وفي إطار محاولة الوزارة إصلاح النظام التعليمي، يتجه المسؤولون إلى مشروع “مدارس الريادة” الذي يعد بمثابة خطوة جديدة نحو تحسين جودة التعليم في المغرب. يهدف المشروع إلى تحسين مستويات التعلم من خلال توفير بيئات تعليمية تشجع على التفكير النقدي وتعزز من استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم.

ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر في كيفية تنفيذ هذه الحلول على أرض الواقع بشكل يضمن نتائج ملموسة. من الضروري أن يتم الاهتمام بكافة جوانب العملية التعليمية، من تحسين المناهج الدراسية، إلى تأهيل المعلمين، وصولاً إلى تطوير البنية التحتية للمدارس، لضمان تحقيق نتائج إيجابية تؤدي إلى تحسين مستوى التعليم في المغرب.

زر الذهاب إلى الأعلى