سلايدرفن وثقافة

الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن “طائفة الحشاشين” وجذورها؟

الدار/ خاص

في 4 فبراير 2025، توفي صاحب السمو الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، في العاصمة البرتغالية لشبونة عن عمر ناهز 88 عامًا، محاطًا بعائلته. الأمير كريم، المولود في 13 ديسمبر 1936 في جنيف، تولى الإمامة عام 1957 بعد وفاة جده، الآغا خان الثالث، ليقود الطائفة لأكثر من ستة عقود، حيث ركز على التنمية والتعليم والصحة عبر شبكة الآغا خان للتنمية، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات الفقيرة والمهمشة حول العالم. بعد وفاته، تولى ابنه الأكبر الأمير رحيم الحسيني الإمامة الخمسين للطائفة، وفقًا لوصية والده، وهو حاصل على إجازة في الأدب المقارن من جامعة براون وشارك في العديد من مجالس إدارة الوكالات التابعة لشبكة الآغا خان للتنمية. من المقرر أن يُدفن الآغا خان الرابع في مدينة أسوان بمصر، التي ترتبط بتاريخ العائلة، حيث دُفن جده الآغا خان الثالث هناك عام 1957.

الإسماعيلية هي إحدى الفرق الشيعية التي تعود جذورها إلى القرن الثامن الميلادي، حيث يؤمن أتباعها بأن الإمامة استمرت في نسل إسماعيل بن جعفر الصادق، على عكس الشيعة الإثني عشرية الذين يؤمنون بانتقالها إلى موسى الكاظم. لعبت الطائفة دورًا محوريًا في التاريخ الإسلامي، خاصة خلال العصر الفاطمي، حيث أسس الفاطميون دولتهم في شمال إفريقيا في القرن العاشر الميلادي، وامتد نفوذهم إلى مصر حيث أسسوا مدينة القاهرة وجامع الأزهر. لاحقًا، انقسمت الطائفة إلى عدة فروع، أبرزها النزارية التي يقودها اليوم الأئمة من نسل نزار بن المستنصر بالله.

يقدر عدد أتباع الطائفة الإسماعيلية النزارية بالملايين، وهم منتشرون في مناطق عدة، أبرزها الهند وباكستان وطاجيكستان وكندا وأجزاء من الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا. في شمال إفريقيا، كان للطائفة نفوذ بارز في العصر الفاطمي، لكن حضورها الحديث يقتصر على جيوب صغيرة في الجزائر وليبيا، بينما يكاد يكون منعدمًا في المغرب. في إفريقيا جنوب الصحراء، يتمركز الإسماعيليون في كينيا وتنزانيا وأوغندا، حيث أسهمت شبكة الآغا خان للتنمية في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية. في العالم العربي، يعيش الإسماعيليون في سوريا واليمن، حيث يُعرف الفرع الإسماعيلي في اليمن باسم “المكارمة”، بينما يتركز الإسماعيليون السوريون في مدينة السلمية. كما توجد مجتمعات إسماعيلية في الإمارات وعُمان، ولها تأثير بارز في الأنشطة الاقتصادية والتعليمية. في أوروبا وأمريكا الشمالية، هاجر عدد كبير من الإسماعيليين خلال القرن العشرين، خاصة بعد الاضطرابات السياسية في إفريقيا وآسيا، وأصبح لهم حضور قوي في المملكة المتحدة وكندا والولايات المتحدة، حيث يديرون مؤسسات تعليمية وخيرية عبر شبكة الآغا خان.

الإمامة هي جوهر العقيدة الإسماعيلية، حيث يُنظر إلى الإمام باعتباره القائد الروحي والزمني للطائفة، ويتمتع بمعرفة دينية عميقة تمكنه من توجيه أتباعه عبر الأزمان. مع تولي الأمير رحيم الحسيني الإمامة، يُتوقع أن تستمر الطائفة في نهجها التنموي والتعليمي الذي أسسه الآغا خان الرابع، مع التركيز على التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية وتعزيز الحوار بين الثقافات والمجتمعات المختلفة. بوفاة الآغا خان الرابع، فقدت الطائفة أحد أبرز قادتها في العصر الحديث، لكن استمرار الإمامة يضمن لها الاستمرار في مسيرتها، مع تطلعات كبيرة نحو المستقبل تحت قيادة الإمام الخمسين، الآغا خان الخامس.

زر الذهاب إلى الأعلى