أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

اليقظة الأمنية المغربية تفشل محاولة العسكر الجزائري في توظيف مرشح سابق للانتخابات الرئاسية .

اليقظة الأمنية المغربية تفشل محاولة العسكر الجزائري في توظيف مرشح سابق للانتخابات الرئاسية .

اليقظة الأمنية المغربية تفشل محاولة العسكر الجزائري في توظيف مرشح سابق للانتخابات الرئاسية .

لا تتوقف الجزائر عن محاولاتها المتكررة لاستفزاز المغرب عبر أدوات وأساليب مختلفة، مستغلة عناصر تخدم أجنداتها العدائية. رشيد نكاز، أحد الوجوه التي وظفتها المخابرات الجزائر في هذا السياق، بعدما حط الرحال في مراكش كسائح ، أقدم على محاولة بائسة ومكشوفة لخلق ” بوز “إعلامي لمحاولة ترميم صورته بعد انكشاف عمالته لعسكر الجزائر بعد ان كان يلعب دور المعارض لسنوات خلت ،وكذلك قصد استفزاز المملكة في اشهر مدنها السياحية .
رجوعا إلى حادثة سنة 2018 وقيام ذات الشخص بتسجيل مقطع فيديو أمام منزل الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة بمدينة وجدة، في خطوة كانت تهدف كذلك الى جذب الانظار اليه . لكن الأجهزة الأمنية تعاملت مع الوضع بذكاء وإحترافية، إذ لم تمكنه من تحقيق هدفه و الفرصة التي كان يجرى وراءها ، بل تم التعامل معه وفق إطار قانوني دون أي تجاوز أو رد فعل متسرع.

واقعة مراكش الأخيرة المشابهة لسابقتها بنفس السيناريو ونفس الممثل ، جسدت نفس المحاولة، حيث سعى نكاز إلى استغلال وجوده في المدينة الحمراء لبث خطابات تحريضية والترويج لمغالطات تاريخية مضحكة ، من بينها الادعاء بأن الإرث الموحدي يعود إلى الجزائر وهو ما كان يروج له ايضا النظام العسكري الجزائري منذ عقد التسعينات وقد جلب حينها الكثير من الاستهزاء والإستنكار . غير أن الأجهزة الأمنية، التي تمتلك تجربة طويلة في التعامل مع هكذا حالات خاصة مع الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسيةخطيرة، لم ينطلي عليها مخطط العسكر الجزائري، بل تصرفت بسرعة وفعالية وعقلانية ، مما أدى إلى إحباط المحاولة التي كان يراد منها ان تقوم السلطات الأمنية برد فعل متشنج يتحول إلى مادة دسمة في الاعلام الدولي . فبعد توقيفه ثم العمل على ترحيله مع فرض حظر دائم على دخوله التراب المغربي، مما سيحرم الجهات التي تقف وراءه من إستغلال عمالته لها ، في محاولات مشابهة .
واقعة المدعوا رشيد نكاز ، ليست أول إجراء ناجح للأمن المغربي والسلطات المغربية في التعامل مع الإستفزازات الجزائرية، فقد سبق أن تم الكشف عن العديد من العملاء الذين حاولوا تنفيذ مهام تخريبية أو تجسسية داخل التراب الوطني. ففي عام 2021، تمكنت السلطات من تفكيك شبكة تجسس جزائرية كانت تسعى إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، وذلك من خلال عناصر متخفية تعمل على نشر الفوضى وإثارة الفتن داخل المجتمع المغربي. كما جرى ضبط أفراد يحملون جنسيات مزدوجة حاولوا تنفيذ عمليات مشبوهة لصالح أجهزة استخباراتية معادية على رأسها جاز المخابرات العسكريةالجزائرية ، غير أن اليقظة الأمنية أحبطت مخططاتهم قبل أن تبلغ مرحلة الخطورة .

التجربة الطويلة للأمن المغربي في التعامل مع مثل هذه القضايا أكدت أن المملكة تعتمد إستراتيجية إستباقية، لا تترك مجالا للصدفة أو ردود الفعل العشوائية. فبدل الانجرار إلى الإستفزازات، يجري العمل وفق منهج مدروس يضمن تحقيق الاستقرار الامني دون الوقوع في الفخاخ الإعلامية التي يسعى الخصوم إلى نصبها. وكما كان الحال في الوقائع السابقة، فإن التعامل الحكيم مع حادثة نكاز أرسل رسالة واضحة مفادها أن المغرب يظل مستعدا أمام كل المحاولات اليائسة لزعزعة إستقراره، وأن أجهزته الأمنية تظل في طليعة المدافعين عن سيادته ووحدته الترابية، بمهارة وإحترافية تجهض كل مناورات الأعداء.

ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في قضية الصحراء المغربية
نائب رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية.

زر الذهاب إلى الأعلى