أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

الجزائر… من خطاب الدفاع إلى ممارسات تهدد الاستقرار الإقليمي

الجزائر… من خطاب الدفاع إلى ممارسات تهدد الاستقرار الإقليمي

الدار/ تحليل

في قرار جديد يعكس ازدواجية الخطاب الجزائري، أعلنت السلطات في الجزائر عن إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي، بذريعة “خرق السيادة الجوية للبلاد”. هذا التصرف، الذي يحمل في ظاهره مبررات الدفاع عن النفس، يكشف في باطنه عن نهج تصعيدي يكرّس صورة الجزائر كطرف مثير للتوتر في المنطقة، لا كشريك في بناء الأمن والاستقرار.

البيان الجزائري الذي صدر بتبريرات قانونية وأمنية، لم يكن سوى غطاء لتصرف أحادي الجانب، يعكس نظرة الهيمنة والتدخل غير المشروع في شؤون دول الجوار.

فبدل أن تسلك الجزائر طريق الحوار والتنسيق الإقليمي، تلجأ إلى التصعيد العسكري، ما يثير مخاوف حقيقية بشأن نواياها الفعلية تجاه محيطها الإفريقي.

ما يثير القلق أكثر هو توقيت هذا الحادث، الذي يتزامن مع تحولات إقليمية حساسة، خاصة في منطقة الساحل، التي تشهد صراعات متشابكة، وتحاول دولها الخروج من أزماتها عبر التعاون والشراكات الأمنية. إلا أن مثل هذه التصرفات الأحادية تُقوّض كل مسعى مشترك، وتفتح الباب أمام مزيد من الانقسامات.

لم تكن هذه الحادثة الأولى التي تُتهم فيها الجزائر بإثارة الفوضى أو التدخل في شؤون الغير تحت غطاء السيادة أو الدفاع، بل تأتي في سياق سلسلة من الممارسات التي دفعت مراقبين إلى وصف سلوك النظام الجزائري بـ”المغامراتي” و”غير المسؤول”.

في ظل هذا الواقع، يبقى الأمل معقوداً على وعي الشعوب الإفريقية وعلى القوى الإقليمية والدولية العاقلة، للوقوف بحزم في وجه السياسات التي تنشر الفوضى وتستهدف استقرار الدول الضعيفة، تحت مسميات زائفة.

زر الذهاب إلى الأعلى