ميدل إيست آي: لماذا صوّرت المليشيات السودانية مجزرتها؟
قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إن رجال قوات الدعم السريع -التي يلقبها معظم السودانيين بـ"ميليشيات الجنجويد"- ولشعورهم بالانتصار، التقطوا كثيرا من الصور للمجزرة التي نفذوها يوم الثالث من يونيو أمام القيادة العامة للجيش السوداني، وعقب عودة الإنترنت مؤخرا انتشرت غالبية اللقطات المروعة.
ووصف مراسل الموقع في الخرطوم كامل أحمد محتويات بعض الصور المعنية بتفاصيل دقيقة، قائلا إنها أكثر وضوحا وثباتا من الصور الأولى التي التقطها المتظاهرون وظهرت قبل قطع الإنترنت، كما أنها غالبا ما تظهر بوضوح وجوه المقاتلين المعنيين.
وقال إن بعض الصور التي التقطتها عناصر من قوات الدعم السريع أظهرت خياما تحترق ورصاصا يلعلع في الخلفية أثناء قبضهم على المتظاهرين، وضربهم بالعصي.
ونقل الكاتب تصريح الناشطة الحقوقية عزيزة الشامي الذي قالت فيه "لم يخجلوا، بل شعروا بالانتصار لسبب غريب وأرادوا توثيق ذلك. لقد صوروا جميع تصرفاتهم، بما في ذلك اغتصاب النساء. إنهم على علم بأنهم لا يحظون بالقبول، وأنهم لا يمثّلون جزءا من هذه الثورة وكانت تلك فرصتهم للانتقام".
"مدنية أم عسكرية؟"
وأوضح الكاتب أن عدد اللقطات التي التقطها المحتجون تضاءلت عندما سيطر الجيش سيطرة كاملة على المنطقة، فضلا عن استمرار الانتهاكات المزعومة، بما في ذلك الاغتصاب وحرق الخيام ورمي الجثث في النيل.
ويقول إن المقاتلين "المنتصرين" تجولوا وسط مقر الاعتصام المهجور، مطالبين بقية المحتجين بقول كلمة "عسكرية" بصوت عال بدلا من "مدنية"، وهو الشعار المشهور طيلة أيام الاعتصام.
وفي مقطع فيديو تم تصويره بالقرب من مركز الاعتصام بمحاذاة جامع الجامعة، يمسك أحد الجنود بعنق امرأة محاصرة من طرف جنود يطالبونها بالصراخ بكلمة "عسكرية". وعلى الرغم من المقاومة في البداية، فإن الخوف المتزايد مع تجمّع مزيد من الرجال قد دفعها في نهاية المطاف لتقول تلك الكلمة.
وتظهر المشاهد الأخرى التي نشرها مقاتل آخر من الموقع نفسه، رجالا مسنين من بين بعض الرجال الآخرين ممن طلب منهم الصراخ بكلمة "عسكرية".
صور السيلفي
وحكى كامل أحمد عن أن اثنين على الأقل، من المقاتلين الذين قاموا بتصوير الغارة على الاعتصام، وجّها كاميرتيهما نحو وجهيهما، حتى إن أحدهما سحب قناع وجهه ليكشفه بالكامل.
وأضاف أنه وفي بادئ الأمر، عبّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الذين شاهدوا مقاطع الفيديو هذه بعد ظهورها في التاسع من الشهر الجاري، عن صدمتهم حيال استمتاع هؤلاء المقاتلين بما يحدث، لكنهم سرعان ما قرروا على الفور استغلال هذه اللقطات لصالحهم. وفي الواقع، حاولوا نشر صور المقاتلين طالبين من الناس محاولة التعرّف عليهم، لكنّ اللقطات لم تكن بالوضوح الكافي لتحديد هويتهم.
دليل مستقبلي
وخلص الكاتب إلى القول إن المحكمة الجنائية الدولية تلقت طلبا رسميا بعد أسبوع من وقوع الهجوم يطلب من المدعي الخاص بالمحكمة "التحقيق في الجرائم الواضحة ضد الإنسانية".
وعلاوة على ذلك، قال صاحب حساب "سودان أومبيدسمان" أو ما يعرف باسم "ديوان المظالم في السودان" على موقع تويتر "أعتقد أن كل هذه اللقطات ستتحول لدليل يوما ما، عندما يحظى السودان بحكومة مدنية".
المصدر : وكالات