
افتتحت، مساء أمس الخميس بالجديدة، فعاليات الدورة الثامنة من منتدى البحر، التي تسلط الضوء على القضايا المحورية المتعلقة بحماية المحيطات والتنوع البيولوجي البحري، بهدف إعادة التفكير في العلاقة مع البحر من منظور التنمية المستدامة.
ويهدف هذا المنتدى، المنظم إلى غاية 11 ماي الجاري، تحت شعار “البحر، مستقبل الأرض”، إلى أن يشكل منصة للتبادل والتفكير والعمل، حيث يجمع خبراء وممثلين مؤسساتيين ومنظمات غير حكومية ومقاولات بالإضافة إلى فنانين من أجل مناقشة التحديات البيئية والبحرية الرئيسية.
وفي إطار التعاون الدولي، تحتفي هذه الدورة بفرنسا كضيف شرف، مما يعكس الارادة القوية لتعزيز التعاون الثنائي والتدبير المستدام للقضايا البحرية والبيئية.
وتميز حفل افتتاح المنتدى بحضور، على الخصوص، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والقنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء، باسكال تريمباش، وعامل إقليم الجديدة، امحمد عطفاوي.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد مؤسس منتدى البحر، مهدي العلوي المدغري، على أهمية جعل البحر قضية محورية ضمن السياسات العمومية ، بهدف تعزيز مستقبل مستدام.
وشدد على ضرورة توحيد جهود كافة الفاعلين من أجل بناء حكامة مستدامة للمحيطات، مضيفا أن “هذا المنتدى يشكل دعوة للعمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي العالمي”.
من جانبها، أشارت القنصل العام لفرنسا بالدار البيضاء إلى الأهمية الاستراتيجية للفضاءات البحرية باعتبارها موارد مهمة للاقتصاد والأمن الغذائي، مشيدة بالتزام المغرب في حماية المحيطات والتعاون المؤسساتي “النموذجي” بين باريس والرباط في هذا المجال.
كما سلطت السيدة تريمباش الضوء على “المساهمة الفعالة” للمملكة في التحضير للمؤتمر الدولي حول المحيطات المقرر عقده في يونيو المقبل في نيس، مشددة على دور هذين “البلدين البحريين المهمين” في الحفاظ على الذهب الأزرق أمام التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والاستغلال المفرط.
من جهته، أبرز سفير المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العمراني، التحديات المرتبطة بتعزيز التعاون عبر المحيط الأطلسي باعتباره فضاء استراتيجيا.
وفي كلمة مسجلة تم بثها خلال حفل الافتتاح، أكد أن “المبادرة الملكية الأطلسية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تحمل رؤية طموحة لأفريقيا: رؤية تعاون أطلسي شامل وسيادي موجه نحو التنمية المشتركة”.
واعتبر السيد العمراني أن “هذه المقاربة تحول الإكراهات الجغرافية إلى ممرات استراتيجية، وتضع بلدان الجنوب في صلب الديناميات العالمية، مضيفا أن “المغرب يقدم نموذجا لتنمية مستدامة، منفتحة وتضامنية، حيث يصبح الجنوب محركا فاعلا للتقدم الإقليمي والدولي”.
بدوره، أكد عامل اقليم الجديدة ، في معرض حديثه عن رهانات المنتدى، على الأهمية الاستراتيجية لهذا الموعد الهام بالنسبة للفاعلين البحريين في المغرب، مبرزا أن هذا الحدث يسلط الضوء على المؤهلات البحرية التي تزخر بها مدينة الجديدة، التي تتوفر على ساحل يمتد على طول 145 كيلومترا، و16 شاطئا غنيا بالتنوع البيولوجي، والميناء الصناعي الجرف الأصفر الذي يعد محركا رئيسيا للتنمية الاقتصادية الجهوية.
كما سلط السيد عطفاوي الضوء على ضرورة تعزيز الاقتصاد الأزرق الشامل، الذي يرتكز على التثمين المستدام للموارد البحرية، مشددا في الوقت ذاته على الحاجة الملحة للحفاظ على المنظومة الساحلية أمام التهديدات الناجمة عن تغير المناخ والتلوث والصيد الجائر، مع دعوته إلى تدبير متكامل ومسؤول وجماعي للتراث البحري.
تتمحور دورة هذه الدورة من منتدى البحر حول ستة مواضيع رئيسية تهم الغذاء والصحة، الحفاظ على البيئة، التجارة المستدامة، الحوار والتعاون، السياسات البيئية، بالإضافة إلى الابتكار والاستغلال المسؤول للموارد البحرية.كما يضم برنامج هذه الدورة أنشطة ثقافية متنوعة تشمل معارض، وعروض أفلام، وفعاليات ترفيهية.
المصدر: الدار– وم ع