
الرباط- أحمد البوحساني
وجه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، انتقاداً لاذعاً لمن وصفهم بـ”تجار القضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أن مواقفهم لا تتجاوز الشعارات ولا تُسهم فعلياً في دعم الشعب الفلسطيني، بل تُستغل لأغراض دعائية لا تخدم سوى مصالح ضيقة.
كان ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، المنعقد في الرباط بشراكة بين المملكتين المغربية والهولندية، حيث قال إن هؤلاء “لم يقدموا حتى كيس أرز للفلسطينيين”، مشدداً على أن القضية تحتاج مواقف مسؤولة وواقعية، لا خطابات شعبوية.
وأكد الوزير المغربي أن حل الدولتين ليس مجرد شعار يُرفع في المحافل، بل هو “التزام أخلاقي وخيار سياسي واقعي” ينبغي تفعيله على الأرض عبر خطوات عملية ومدروسة، لأن “السلام الحقيقي لا يتحقق بالحروب والعنف”، بحسب تعبيره.
وأشار بوريطة إلى أن المتطرفين من جميع الأطراف هم الخاسرون الحقيقيون من أي تقدم نحو حل الدولتين، لأنهم “يتغذون على استمرار الصراع ويعتاشون من أجواء التوتر”، مضيفاً أن بعض الجهات تفضل “راحة المعارضة على مسؤولية المبادرة والفعل”.
كما حذر من اختزال دعم القضية الفلسطينية في المبادرات الاقتصادية فقط، قائلاً إن “المسكنات المؤقتة لا تعالج الصراع”، مؤكداً في هذا السياق أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يواصل دعمه الملموس للشعب الفلسطيني من خلال وكالة بيت مال القدس، التي تلعب دوراً محورياً في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
وشكلت مداخلة ناصر بوريطة رسالة واضحة مفادها أن دعم القضية الفلسطينية يمر عبر مسارات عقلانية ومواقف مسؤولة، وليس بالشعارات أو الاستثمار السياسي في معاناة شعب يبحث عن حقه في العيش بكرامة وسلام.