أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

وزير الخارجية الصيني يُجدد التزام بكين بالتضامن والتعاون مع إفريقيا في يومها السنوي

وزير الخارجية الصيني يُجدد التزام بكين بالتضامن والتعاون مع إفريقيا في يومها السنوي

الدار/ تقارير

في مناسبة رمزية تحمل معاني الشراكة التاريخية، ألقى وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، كلمة مؤثرة خلال لقائه مع السفراء الأفارقة المعتمدين لدى بكين في 26 ماي الجاري، وذلك في إطار الاحتفال بيوم إفريقيا الذي احتضنته دار ضيافة الدولة “دياويوتاي”.

وفي مستهل كلمته، أعرب وانغ يي عن تهاني الحكومة الصينية الحارة للدبلوماسيين الأفارقة بهذه المناسبة، مُشيدًا بالدور الريادي الذي يضطلعون به في تعميق روابط الصداقة الصينية-الإفريقية وتعزيز آفاق التعاون المشترك. وقد ركّز المسؤول الصيني على ثلاثة مفاتيح تُشكل جوهر العلاقة بين الطرفين: “الصداقة، التعاون، والتضامن”.

صداقة متجذرة في التاريخ المشترك

أشار وانغ إلى أن العلاقة بين الصين وإفريقيا ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لمسار طويل من الكفاح المشترك من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية. واستعرض أمثلة ملموسة على هذا الإرث، بدءًا من دعم الصين لبناء سكة حديد تنزانيا-زامبيا، وصولًا إلى شراكات استراتيجية مثل مشروع أكبر محطة كهرومائية في القارة. كما ذكر بالموقف التاريخي للدول الإفريقية في دعم انضمام الصين إلى الأمم المتحدة، مؤكدًا أن تلك الروابط تمثل أساسًا صلبًا للتعاون في الحاضر والمستقبل.

وفي السياق ذاته، أبرز وانغ يي أن الصين حرصت دائمًا على احترام سيادة الدول الإفريقية، دون فرض شروط سياسية أو التدخل في الشؤون الداخلية، مؤكدًا أن بلاده ستظل شريكًا نزيهًا وموثوقًا في مسيرة التنمية الإفريقية.

تعاون تنموي متسارع ومثمر

وانغ يي استغل المناسبة أيضًا لتسليط الضوء على الإنجازات الملموسة التي حققتها الشراكة الصينية-الإفريقية، خاصة في إطار منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (FOCAC) الذي يُحيي هذا العام ذكراه الخامسة والعشرين. وأوضح أن التجارة بين الجانبين تضاعفت بشكل كبير، كما ساهمت الاستثمارات الصينية في بناء آلاف الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية، وتوفير أكثر من مليون فرصة عمل مباشرة للأفارقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقط.

وأشار إلى أن المبادرات الصينية مثل “الحزام والطريق” و”مبادرة التنمية العالمية” باتت تنسجم بشكل متزايد مع “أجندة 2063” للاتحاد الإفريقي، ما يفتح المجال لمرحلة جديدة من التنمية النوعية المشتركة.

وأعلن الوزير أن مدينة “تشانغشا” ستحتضن قريبًا اجتماعًا مهمًا لمتابعة تنفيذ توصيات قمة بكين الأخيرة، داعيًا إلى استثمار هذه الفرصة لدفع عجلة الشراكة نحو آفاق أرحب وأكثر عمقًا.

مواجهة التحديات العالمية بتضامن الجنوب العالمي

في الشق الثالث من كلمته، نبّه وانغ يي إلى التحديات المتزايدة التي تعصف بالنظام الدولي، مشيرًا إلى تصاعد سياسات الهيمنة والحمائية التي تمارسها بعض القوى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وشدد على أن الصين وإفريقيا، باعتبارهما أكبر تجمعين في العالم للدول النامية، يقع على عاتقهما دور مشترك في الدفاع عن التعددية القطبية، وتعزيز صوت الجنوب العالمي، ومناهضة منطق القوة وسياسات الإقصاء.

وأكد أن الصين ستواصل دعم مواقف إفريقيا العادلة في المحافل الدولية، وستعمل على تصحيح المظالم التاريخية التي عانت منها القارة، مع الدفع نحو تمكينها من لعب دور أكبر على الساحة العالمية.

ختامًا، شكّلت كلمة وانغ يي في هذا اللقاء تأكيدًا صريحًا على أن الصين ترى في إفريقيا شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه، وأن العلاقة بين الجانبين تقوم على مبادئ الندية، والاحترام المتبادل، والتنمية المشتركة، في مواجهة عالم يموج بالتحولات والصراعات.

زر الذهاب إلى الأعلى