كينيا تقطف ثمار دعمها لمغربية الصحراء باتفاق تجاري مع المغرب يشمل الشاي والقهوة
كينيا تقطف ثمار دعمها لمغربية الصحراء باتفاق تجاري مع المغرب يشمل الشاي والقهوة

الدار/ خاص
شهدت العلاقات المغربية الكينية دفعة جديدة بعد إعلان نيروبي دعمها لمغربية الصحراء، حيث توج هذا التحول الدبلوماسي بتوقيع اتفاق اقتصادي مهم يسمح بتوسيع صادرات الشاي والقهوة الكينية نحو السوق المغربية.
وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق خلال زيارة رسمية قام بها وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي إلى المغرب، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين مغاربة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي وتطوير الشراكة بين البلدين.
ويُعد هذا الاتفاق نتيجة مباشرة للموقف الجديد الذي تبنته كينيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ قررت في سبتمبر 2022 التراجع عن الاعتراف بـ”الجمهورية الصحراوية” الوهمية، وأكدت دعمها لحل سياسي متوافق عليه، ينسجم مع المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والتي تحظى بدعم متزايد داخل القارة الإفريقية. هذا الموقف الكيني الجديد لقي ترحيبًا من الرباط، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الثنائي المبني على المصالح الاقتصادية المشتركة والاحترام المتبادل.
ومن بين النتائج الفورية لهذا التقارب، الإعلان عن قرب استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين نيروبي وعدد من المدن المغربية، في خطوة ستعزز من حركة السياحة والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه كينيا إلى تنويع أسواق صادراتها، خصوصًا في قطاعي الشاي والقهوة اللذين يشكلان ركيزة أساسية في الاقتصاد الكيني. وبفضل هذا الاتفاق، تتطلع نيروبي إلى النفاذ بشكل أوسع إلى السوق المغربية، التي تشهد إقبالًا متزايدًا على استهلاك القهوة والشاي، مع توسع شبكة المقاهي وتغير أنماط الاستهلاك لدى المغاربة.
وتُعد كينيا من أبرز المنتجين العالميين للشاي، حيث تصدر سنويًا مئات الآلاف من الأطنان نحو مختلف دول العالم، فيما تُعد القهوة الكينية من بين الأجود في السوق الإفريقية والعالمية. ومن المتوقع أن يشكل المغرب وجهة رئيسية لهذه الصادرات في ظل المناخ الجديد للعلاقات بين البلدين. ويعكس هذا الاتفاق الطابع البراغماتي الذي بات يطبع علاقات المغرب مع شركائه في القارة، حيث تحرص الرباط على بناء تحالفات قائمة على التنمية والتكامل الاقتصادي بدلًا من الانجرار وراء نزاعات مصطنعة.
هذا التقارب المغربي الكيني لا يحمل فقط بعدًا اقتصاديًا، بل يكرس أيضًا رؤية استراتيجية للانفتاح على العمق الإفريقي، وهو ما دأبت الدبلوماسية المغربية على تكريسه خلال العقد الأخير، تحت قيادة الملك محمد السادس، من خلال اتفاقيات ثنائية ومشاريع تنموية كبرى تعزز من دور المغرب كفاعل إفريقي مؤثر وشريك موثوق في القارة.