2050.. الصين تُلهم العالم بنموذجها الاقتصادي وإفريقيا أمام فرصة للتحول

الدار/ خاص
بحلول عام 2050، يُتوقع أن تتربع الصين على عرش الاقتصاد العالمي، بفضل مسار تنموي استثنائي ارتكز على رؤية بعيدة المدى، جعلت من الاستثمار في الإنسان والعلم محورًا أساسيًا لبناء قوتها. فقد استطاعت هذه القوة الآسيوية أن تنتقل من مرحلة التصنيع التقليدي إلى قيادة الابتكار والتكنولوجيا، وأن تصبح أكبر مصدر لبراءات الاختراع، ومركزًا عالميًا للأبحاث والتطوير. قصة الصعود الصيني لم تُكتب بموارد طبيعية فقط، بل بإرادة سياسية واضحة واستثمار منهجي في التعليم والبنية التحتية البشرية.
الصين لم تُخفِ اهتمامها الكبير بالقارة الإفريقية، بل جعلت من الشراكة معها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الخارجية، حيث استثمرت في مشاريع ضخمة للبنية التحتية، وساهمت في بناء الموانئ والطرق، وقدمت تمويلًا واسع النطاق لعدد من الدول الإفريقية. هذا الانفتاح لم يكن استغلالًا كما يُصوّره البعض، بل فرصة حقيقية لنقل الخبرات وتبادل المنافع، وهو ما يُمكن أن تستفيد منه إفريقيا إذا أحسنت استثماره، وجعلت من هذه العلاقات منطلقًا لنقل التكنولوجيا وتعزيز القدرات المحلية.
النمو الصيني يؤكد أن المستقبل يُصنع عبر العقول، لا فقط عبر الثروات. وإذا أرادت إفريقيا، والمغرب جزء منها، أن تنهض بدورها في الاقتصاد العالمي، فإن أمامها نموذجًا ناجحًا يمكن أن تُحاكيه وتتكيف معه وفق خصوصياتها. لا شيء يمنع القارة من أن تتحول إلى مركز صناعي وتكنولوجي فاعل، خاصة وأنها تمتلك الموارد الطبيعية والبشرية الكافية لذلك. المطلوب فقط هو الإرادة، ورؤية واضحة تجعل من العنصر البشري ركيزة لأي تحول اقتصادي.
الصين اليوم ليست مجرد شريك اقتصادي، بل تجربة عالمية تستحق أن تُدرس. وإذا اختارت إفريقيا أن تسير على هذا الدرب، فإن عام 2050 قد لا يكون موعدًا لطرح الأسئلة، بل محطة للإجابة عنها بثقة واقتدار.