
تحليل/ كلثوم إدبوفراض
رغم تحقيق المنتخب المغربي لفوز صعب أمام نظيره البنيني بهدف دون رد، في المباراة الودية التي احتضنها الملعب الكبير بفاس مساء امس الإثنين، ضمن الاستعدادات لكأس الأمم الإفريقية التي تستضيفها المملكة في ديسمبر المقبل، إلا أن هذا الانتصار لم يكن كافيًا لإرضاء الجماهير المغربية، التي أبدت استياءً واضحًا من أداء “أسود الأطلس”، ووجّهت سهام النقد للمدرب وليد الركراكي، مطالبة بإحداث تغيير على مستوى القيادة الفنية قبل فوات الأوان.
اللقاء الذي كان من المفترض أن يكون مناسبة لاختبار جاهزية العناصر الوطنية وتعزيز الانسجام التكتيكي، تحوّل إلى مساحة للشك والقلق لدى المتابعين، حيث بدا المنتخب تائهاً في معظم فترات اللقاء، وعانى من ضعف في التنشيط الهجومي وغياب واضح لنهج تكتيكي منسجم، رغم وفرة الأسماء اللامعة في تشكيلته.
ورغم أن الهدف الوحيد الذي وقّعه أيوب الكعبي بضربة مقصية جميلة أنقذ المنتخب من تعادل محبط، إلا أنه لم ينجُ بالمدرب من الانتقادات، بل اعتبره البعض “ورقة تجميل مؤقتة” لأداء باهت لا يرقى لتطلعات الشارع الكروي المغربي، خصوصاً أمام خصم متواضع مثل منتخب البنين.
الارتباك الذي طبع أداء العناصر الوطنية على مستوى البناء الهجومي، إلى جانب التمركز العشوائي لبعض اللاعبين، فتح المجال واسعًا للتشكيك في فعالية الخيارات التقنية التي يعتمدها الركراكي، خصوصًا في ما يتعلق بتوزيع الأدوار داخل الملعب وآليات خلق الفرص.
ويرى مغاربة أن المنتخب الوطني يمتلك ترسانة من المواهب التي تحتاج إلى توظيف عقلاني ودقيق، غير أن غياب رؤية فنية واضحة قد يُفقد هذا الجيل بريقه في محطة قارية تُعقد عليها آمال كبيرة داخل المغرب وخارجه.
أصوات كثيرة تعالت في أوساط الجماهير المغربية مطالبة بالقطع مع ما وصفوه بـ”الاعتماد العاطفي” في تسيير المنتخب، مشيرين إلى أن استمرار الركراكي في تجاهل الملاحظات التقنية ومواصلة نفس النهج قد يُفوت على المغرب فرصة ثمينة للتتويج القاري على أرضه.
وبرزت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات تطالب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالتدخل، إما عبر تقويم المسار الفني للمنتخب أو النظر في خيارات بديلة، خاصة وأن الوقت لا يزال يسمح بتدارك الاختلالات قبل انطلاق العرس الإفريقي.
وعلى الرغم من موجة الانتقادات، لا يزال جزء من الجماهير يمنح الركراكي فرصة أخيرة لتعديل البوصلة، شرط أن يظهر الفريق خلال المباريات المقبلة بمستوى يعكس جدية التحضير وطموح المنافسة على اللقب، لا الاكتفاء بنتائج باهتة تُغطيها الأهداف الفردية.
ويبقى التحدي الأكبر أمام المدرب الوطني هو استعادة ثقة الجمهور، ليس فقط عبر النتائج، بل من خلال الأداء والإقناع، خصوصًا وأن طموحات المغاربة هذه المرة لا تقبل إلا ببقاء الكأس الأفريقية في المغرب.