أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

مؤسسة أميركية تحذّر من تنامي العلاقات بين “بوليساريو” والجماعات الجهادية الدولية

مؤسسة أميركية تحذّر من تنامي العلاقات بين “بوليساريو” والجماعات الجهادية الدولية

الدار/ خاص

في تقرير حديث أصدرته مؤسسة “الدفاع عن الديمقراطيات” (FDD)، وهي مؤسسة بحثية أميركية متخصصة في قضايا الأمن والسياسة الخارجية، أُطلقت تحذيرات جدية بشأن ما وصفته بـ”التطور المقلق” في توجهات بعض عناصر جبهة البوليساريو، التي تتخذ من مخيمات تندوف في الجزائر مقرًا لها.

وحسب ما أوردته المؤسسة عبر تحليل نُشر في مجلة “ذا ناشونال إنترست” الأميركية المرموقة، فإن عدداً متزايداً من المتطرفين المرتبطين بالبوليساريو باتوا يظهرون ميولاً نحو الانخراط أو التنسيق مع شبكات جهادية ناشطة في منطقة الساحل والصحراء. هذا التقارب، إن تأكد، قد يُشكل تهديداً أمنياً خطيراً لا يقتصر فقط على بلدان شمال إفريقيا، بل يمتد إلى المصالح الغربية في المنطقة.

وأشار التقرير إلى أن غياب الرقابة الصارمة على ما يجري داخل المخيمات، بالإضافة إلى هشاشة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية هناك، خلق بيئة خصبة لتغلغل الأفكار المتطرفة، مما جعل من بعض هذه المخيمات أرضاً خصبة للتجنيد والتأطير الأيديولوجي. ويخشى المراقبون من أن تستغل التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أو “داعش الصحراء الكبرى” هذا الوضع لضم عناصر جديدة إلى صفوفها.

ولم يفت التقرير أن يُذكّر بأن هذه المخاوف ليست جديدة كلياً، إذ سبق لعدد من مراكز التفكير الغربية والأفريقية أن حذرت من خطورة ترك الوضع في تندوف دون مراقبة أو حلول سياسية، معتبرة أن استمرار النزاع حول الصحراء المغربية لا يخلق فقط حالة من الجمود الجيوسياسي، بل يسهم أيضاً في زعزعة استقرار المنطقة ككل.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإيجاد تسوية دائمة وعادلة لقضية الصحراء، وسط إجماع متنامٍ على وجاهة المقترح المغربي القائم على الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية، كخيار واقعي وقابل للتطبيق.

في ظل هذا السياق، يبدو أن المجتمع الدولي مدعو إلى النظر بجدية إلى التهديدات الأمنية التي قد تنبع من تجاهل الروابط المحتملة بين بعض عناصر البوليساريو والتنظيمات الجهادية، خاصة في منطقة لا تزال تعاني من هشاشة أمنية مزمنة وتحديات تنموية عميقة.

زر الذهاب إلى الأعلى