
بقلم: نورالدين زاوش
قالها المدرب المغربي القدير “جمال السلامي” قبل سويعات فقط، وهو يحمل منتخب “النَّشامة” إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، لأول مرة في تاريخ الأردن الشقيق، حتى صارت قولته ترندا وطنيا يرددها الأردنيون، صغيرهم وكبيرهم؛ إلا أن ما لا يعرفه إلا القليل، هو أن هذه المقولة الخالدة قالها المرحوم الحسن الثاني قبل أربعين عاما؛ وما لا يعرفه أيضا إلا أقل من القليل هو أن هذه المقولة العظيمة سيقولها، إن شاء الله، عظيم هذه الأمة، جلالة الملك محمد السادس، المنصور بإذن الله، في خطاب جلالته للذكرى الخمسين من استرجاع الصحراء المغربية، وإن لم يكن لفظا فمعنىً، وهذا بيت القصيد.
لستُ بكاهن يَعْرِض نفسه على أنه يقرأ المستقبل، ولا أدّعي أني أملك مفاتيح الغيب؛ لكن نواميس الله لا تخطئ مواعيدها؛ بما أن كل المؤشرات والإرهاصات والإشارات تدل على أن 6 نونبر القادم سيكون تاريخ إعلان النصر المظفر، وإعلان هزيمة الخيانة والمكيدة والغدر أمام الصدق والحكمة والمصداقية؛ فالأزمة المفتعلة في الصحراء االمغربية قد طال أمدها، والمجتمع الدولي لم يعد يتحمَّل صبيانية عسكر لا تاريخ له، وجد نفسه عائما على آبار من النفط والغاز، فأراد أن يتسلى على زعزعة بلد طاعن في التاريخ.
حينما تجد عسكر المرادية، كل يوم أو يومين، يُصْدر بلاغا من بلاغات “أخذنا علما”، ومعناها حقيقة “تلقينا صفعة”، تعلم يقينا أننا بصدد السنتميترات الأخيرة من مسلسل الخيال العلمي، حيث إن بطل المسلسل صاحب “المقص الذهبي”، والذي بات، هذا العسكر الغبي، يراه في اليقظة والمنام، أفسد عليهم خططهم الفاسدة، وجعل مئات ملايير الدولارات التي صرفوها تذهب أدراج الرياح، حتى بات الشعب الجزائري يضحي على “قطط” رومانيا المريضة، وفي كثير من الأحيان لا يجد حتى هذه “القطط”.
فبعد اعتراف أمريكا الصريح بمغربية الصحراء، ثم إسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، ودول أمريكا اللاتينية، وكثير من دول إفريقيا التي كانت، بالأمس القريب، تشد عضد دويلة الجزائر اللقيطة، أمثال كينيا وغانا، واقتراب اعتراف الصين، مما جعل الجزائر تلغي مشروع بناء ميناء “الحمدانية”، الذي كانت تنوي أن تنافس به ميناء طنجة العالمي، طبعا في عالم آخر، لن يتبقى من لائحة المعترفين بعدالة قضيتنا سوى روسيا وجنوب إفريقيا، ثم دعاء الختم.
إن هذه الاعترافات الحاسمة لم نطلبها من أحد، ولم نتسولها من أحد، ولم نقايض أحدا عليها، لا أمريكا ولا غير أمريكا؛ فنحن أصلا أول من اعترف بأمريكا، بمعنى أن اعترافها بصحرائنا إنما هو فرع من اعترافنا بها؛ ومن ظن أننا نعطي الدَّنية في علاقاتنا الدولية من أجل الصحراء المغربية فإما أنه لا يعرف المملكة المغربية الشريفة جيدا، أو أنه واهم أو حقود، وما أكثر الحاقدين؛ إن هذا المجد انتزعناه انتزاعا، بحكمة جلالة الملك، حفظه الله، وبثقة الشعب المغربي الأبي في جلالته، والتي لا تتزعزع قيد أنملة، ولا تنزاح كيفما كانت الظروف والملابسات.