أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

قائد “أفريكوم” يؤيد نقل مقر القيادة الأميركية من أوروبا إلى المغرب

قائد “أفريكوم” يؤيد نقل مقر القيادة الأميركية من أوروبا إلى المغرب

الدار/ خاص

عبّر الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم)، عن دعمه لفكرة نقل المقر الرئيسي للقيادة من مدينة شتوتغارت الألمانية إلى دولة إفريقية، مرجحًا أن يكون المغرب خيارًا مثاليًا لهذا التحول.

هذا التصريح الذي أدلى به الجنرال لانغلي خلال إحدى الجلسات التي تناولت التحديات الأمنية في إفريقيا، لم يأتِ من فراغ، بل يستند إلى رؤية استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز الحضور الأميركي المباشر في القارة، وتوطيد الشراكات الدفاعية مع الدول الإفريقية الصديقة، وفي مقدمتها المغرب، الذي يُعد حليفًا تقليديًا للولايات المتحدة في شمال إفريقيا.

يأتي ترشيح المغرب كمقر محتمل لأفريكوم بناءً على عدة اعتبارات رئيسية، أبرزها الاستقرار السياسي والأمني الذي يتمتع به، فضلًا عن موقعه الجغرافي الاستراتيجي الرابط بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء. كما يحتضن المغرب بنية تحتية عسكرية متقدمة، وسبق أن استضاف مناورات “الأسد الإفريقي”، التي تُعد من أكبر التدريبات العسكرية متعددة الجنسيات في القارة.

الرباط أثبتت، على مدى سنوات، أنها شريك موثوق في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية، كما أنها تلعب دورًا متصاعدًا في أمن الساحل والصحراء، وهي منطقة تعاني من تصاعد التهديدات المتطرفة وضعف سيطرة بعض الدول على حدودها.

نقل مقر أفريكوم إلى المغرب سيشكل، إن تم، نقلة نوعية في العلاقة العسكرية بين واشنطن والرباط، وقد يُفسَّر كرسالة واضحة للفرقاء الإقليميين مفادها أن الولايات المتحدة تضع ثقتها الكاملة في المغرب كمنصة رئيسية لمواجهة التحديات الأمنية في إفريقيا.

كذلك، فإن هذا القرار – في حال اتخاذه رسميًا – سيتزامن مع تحولات دولية واسعة، من بينها تصاعد النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، ما يفرض على واشنطن تعزيز وجودها الفعلي والمباشر بدلًا من إدارة الملفات الإفريقية من مسافة بعيدة في أوروبا.

رغم المؤشرات الإيجابية، يواجه هذا المقترح عددًا من التحديات، أهمها الحاجة إلى توافق سياسي وعسكري داخل الناتو، خصوصًا مع وجود مصالح أوروبية حساسة في القارة. كما قد تُثير هذه الخطوة تحفظات من بعض القوى الإقليمية التي تعتبر الحضور الأميركي الموسع تهديدًا لمصالحها.

تصريحات الجنرال مايكل لانغلي ليست مجرد موقف شخصي، بل تعكس توجهًا أميركيًا جديدًا نحو إعادة رسم خريطة الانتشار العسكري في إفريقيا. والمغرب، بفضل استقراره وشراكته الاستراتيجية المتينة مع الولايات المتحدة، يبدو اليوم في موقع متقدم ليكون مركز القيادة المقبلة لأهم جهاز عسكري أميركي يراقب تطورات القارة.

إن تحقق هذا المقترح، فسيكون بمثابة تحول محوري في السياسات الدفاعية الأميركية تجاه إفريقيا، كما سيعزز من مكانة المغرب كفاعل أمني إقليمي بامتياز.

زر الذهاب إلى الأعلى