المغرب يطلق ورش تشييد أكبر ملعب في العالم بقيمة 3.2 مليار درهم بقيادة مقاولتين مغربيتين
المغرب يطلق ورش تشييد أكبر ملعب في العالم بقيمة 3.2 مليار درهم بقيادة مقاولتين مغربيتين

الدار/ خاص
ظفر تحالف شركتي TGCC وSGTM المغربيتين بصفقة ضخمة تتعلق بتشييد ما سيكون عند اكتماله أكبر ملعب لكرة القدم في العالم، وذلك بكلفة مالية تبلغ 3.2 مليار درهم. المشروع الذي يدخل ضمن رؤية المملكة لتعزيز موقعها كفاعل رياضي عالمي، يُعد أحد أضخم الاستثمارات العمومية في قطاع الرياضة، ويُنتظر أن يشكّل مفخرة وطنية ومعلمة هندسية فريدة من نوعها على الصعيدين القاري والدولي.
يقع هذا الصرح الكروي المرتقب بمنطقة بنسليمان، بين الدار البيضاء والرباط، وهو موقع استراتيجي يسمح بالربط السلس بين أكبر قطبين حضريين في المغرب، كما يجعله قريبًا من المحاور الطرقية والسككية الكبرى، ما يُسهل على الجماهير الوصول إليه سواء عبر السيارة أو القطار أو حتى الطيران، نظرًا لقربه من مطار محمد الخامس ومطار الرباط سلا. الملعب الجديد سيكون بطاقة استيعابية تفوق 115 ألف متفرج، متجاوزًا بذلك أشهر ملاعب العالم من حيث الحجم، وسيتم تشييده وفق معايير هندسية وبيئية متقدمة تراعي الاستدامة والجمالية المعمارية، مستوحاة من الثقافة المغربية المحلية برؤية عصرية.
فوز التحالف المغربي بصفقة التشييد لم يكن بالأمر الهيّن، إذ جاء بعد منافسة قوية شاركت فيها مقاولات كبرى من داخل المغرب وخارجه، ما يعكس الثقة التي بات يحظى بها المقاول الوطني على مستوى المشاريع الكبرى التي تتطلب دقة تقنية، وتخطيطًا محكمًا، وقدرة على الالتزام بالآجال المحددة. ومن المرتقب أن تنتهي الأشغال في أفق نهاية سنة 2027، أي قبل موعد انطلاق كأس العالم 2030، التي يشارك المغرب في تنظيمها إلى جانب إسبانيا والبرتغال، مما يجعل هذا الملعب إحدى الركائز الأساسية لهذا الحدث العالمي.
مشروع الملعب لا يتوقف فقط عند كونه فضاءً رياضيًا، بل يتجاوز ذلك ليكون مركبًا متكاملًا يضم فضاءات للترفيه، ومرافق للتدريب، وقاعات متعددة الاستخدامات، إضافة إلى فندق ومراكز تجارية. هذا التصور الشامل ينسجم مع التوجهات الحديثة في تصميم المنشآت الرياضية الكبرى، التي لا تُعتبر فقط فضاءات للتباري، بل مراكز حضرية نابضة بالحياة تولّد دينامية اقتصادية واجتماعية مستدامة على مدار السنة.
إن هذا المشروع العملاق يُعد شهادة إضافية على الطموح المغربي في تعزيز مكانته الدولية في المجال الرياضي، ويعكس الرؤية المتبصرة التي تجعل من الرياضة رافعة حقيقية للتنمية ومجالًا للتألق والترويج لصورة المغرب عالميًا. كما يُبرز هذا الورش الإرادة السياسية الواضحة في الاستثمار في مشاريع نوعية، تجمع بين الإشعاع الدولي، وتحقيق أثر اقتصادي مباشر على المستوى المحلي، سواء عبر خلق فرص الشغل، أو تنشيط الحركة الاقتصادية في المناطق المجاورة للمشروع.