سلايدرمال وأعمال

المغرب يتسلم طائرات الدرون “وينغ لونغ 2” الصينية لتعزيز قدراته الدفاعية والتكنولوجية

الدار/ خاص

في تحرك استراتيجي جديد يعكس طموحات المغرب لتحديث قواته المسلحة وتعزيز قدراته في مجال الطائرات بدون طيار، أبرم الجيش المغربي صفقة مهمة مع الصين لاقتناء طائرات “وينغ لونغ 2” القتالية المتطورة، المصنعة من طرف شركة AVIC الصينية.

هذا النوع من الطائرات المسيرة يُعد من بين الأكثر تطوراً في فئته، حيث يتمتع بقدرات عالية على التحليق لمسافات طويلة، وتنفيذ عمليات مراقبة وهجمات دقيقة في مختلف الظروف الميدانية.

الطائرات الجديدة وصلت بالفعل إلى المغرب، وتمركزت وحدات منها في قاعدة جوية بمدينة العيون بالصحراء المغربية، ما يعكس نية المملكة توظيف هذه التكنولوجيا المتقدمة في تأمين حدودها الجنوبية ومراقبة مناطق التوتر. كما خضع ضباط ومهندسون مغاربة لتكوين متخصص في مدينة تشنغدو الصينية، لاكتساب المهارات التقنية اللازمة لتشغيل هذه المنظومة بكفاءة عالية.

تتميز “وينغ لونغ 2” بقدرتها على التحليق لأكثر من 20 ساعة متواصلة، على ارتفاع قد يصل إلى 10 آلاف متر، وبسرعة تناهز 370 كيلومتراً في الساعة. كما يمكنها حمل ما يقارب 480 كيلوغراماً من الذخائر، تشمل صواريخ موجهة وقنابل دقيقة، موزعة على 6 نقاط تعليق تحت الأجنحة. هذا يجعلها مثالية لتنفيذ مهام استطلاعية وقتالية في آن واحد، مع قدرة كبيرة على تتبع الأهداف وضربها بدقة عالية.

صفقة “وينغ لونغ 2” تأتي ضمن استراتيجية أشمل يتبعها المغرب منذ سنوات، تهدف إلى تنويع شركائه العسكريين والانفتاح على قوى صناعية كبرى مثل الصين، بعيداً عن الاعتماد الحصري على الحلفاء التقليديين. كما تعزز هذه الصفقة من مكانة المغرب في محيطه الإقليمي، خاصة وأنه بات يمتلك واحداً من أكثر أساطيل الطائرات بدون طيار تنوعاً في المنطقة، يضم إلى جانب “وينغ لونغ 1” الإماراتية، كلاً من “بيرقدار تي بي 2” التركية، و”MQ-9 SeaGuardian” الأمريكية، و”Hermes 900” و”Harfang” الإسرائيلية.

ويؤكد هذا التوجه المغربي المتصاعد في مجال الطائرات المسيرة إدراك المملكة لأهمية هذا النوع من الأنظمة في الحروب الحديثة، ليس فقط في ميدان المعركة، بل أيضاً في المهام الاستخباراتية، وحماية الحدود، والتدخل السريع. وفي ظل التحديات الأمنية المحيطة بمنطقة الساحل والصحراء، تبدو هذه الطائرات أداة فعالة لترسيخ الأمن والدفاع الاستباقي.

زر الذهاب إلى الأعلى