الصناعة التقليدية تواكب سوق الشغل: اتفاقيات جديدة بـ3 ملايين يورو لتأهيل الشباب بدعم ألماني
الصناعة التقليدية تواكب سوق الشغل: اتفاقيات جديدة بـ3 ملايين يورو لتأهيل الشباب بدعم ألماني

الرباط – أحمد البوحساني
في خطوة تعكس التزام المغرب بتطوير قطاع الصناعة التقليدية وملاءمة التكوين مع حاجيات سوق الشغل، شهدت كل من فاس والرباط توقيع اتفاقيتين لتأهيل وتوسعة المعهدين المتخصصين في فنون الصناعة التقليدية، وذلك تحت إشراف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
وتأتي هاتان الاتفاقيتان ثمرة شراكة بين كتابة الدولة، وبرنامج الاستثمار من أجل التوظيف (IFE)، وفرع بنك التنمية الألماني (KfW). وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز العرض التكويني وتوفير مسارات مهنية جديدة للشباب، خصوصاً في مهن الصناعة التقليدية ذات الطابع الخدماتي التي تعرف إقبالاً متزايداً وفرصاً واعدة للتشغيل.
بلغت كلفة المشروعين ما مجموعه 3.29 مليون يورو، موزعة بين 1.51 مليون يورو لمشروع الرباط، و1.02 مليون يورو لمشروع فاس. وقد تم توقيع الاتفاقيتين من قبل السيدة إنغه غيركه، المديرة العامة لبرنامج IFE، إلى جانب السيد عبد الرحيم الزمزامي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، والسيد الناجي الفخاري، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس-مكناس.
وتهدف المشاريع إلى تحسين البنية التحتية للمعهدين ورفع الطاقة الاستيعابية، مع التركيز على جودة التكوينات التطبيقية المرتبطة بقطاعات حيوية كالتبريد، التكييف، الطاقة الشمسية، وكهرباء السيارات.
يتضمن مشروع الرباط إحداث ثلاث شعب جديدة في مجالات الصناعة التقليدية الخدماتية، وبناء مبنى حديث داخل حرم المعهد يضم ورشات وقاعات دراسية مجهزة. ويهدف المشروع إلى تكوين 337 شاباً خلال السنوات الثلاث الأولى، مع توقع إدماج 233 منهم في سوق الشغل، بدعم من مقاولات محلية أبدت استعدادها لاحتضان الخريجين وتوفير مناصب شغل ذات جودة.
أما مشروع فاس، فيرمي إلى إنشاء ورشات جديدة في خمس شعب هي: الفراشة، الترصيص، نجارة الألمنيوم، التبريد والتكييف، وكهرباء الجهد المنخفض، بكلفة إجمالية تبلغ 1.78 مليون يورو. ويُنتظر أن يستفيد 125 شاباً سنوياً من التكوين بهذه الشعب، مع إمكانية إدماج 138 خريجاً في مناصب شغل مستدامة في أفق السنوات المقبلة.
يعكس هذا التعاون مع الجانب الألماني مدى انخراط الشركاء الدوليين في دعم جهود المغرب لتطوير التكوين المهني في قطاع الصناعة التقليدية، باعتباره رافعة أساسية لتحقيق التنمية المحلية وخلق فرص الشغل، خاصة لدى الفئات الشابة والهشة.