أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

كأس أفريقيا على الأبواب.. إما أن نتّحد أو نخسر الحلم على أرضنا

كأس أفريقيا على الأبواب.. إما أن نتّحد أو نخسر الحلم على أرضنا

الدار/ تحليل

قبل ستة أشهر فقط من انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025 التي ستقام لأول مرة منذ عقود على أرض المغرب، يجد الشارع الرياضي الوطني نفسه منقسماً بين مؤيد لمشروع وليد الركراكي، ومشكك في قدرته على قيادة “أسود الأطلس” نحو اللقب القاري المنشود.

وبين خيبة الأمل في “كان 2024” والحنين إلى أمجاد كأس العالم بقطر، يتأرجح المزاج الجماهيري بشكل خطير قد يُضعف مناعة الفريق الوطني في لحظة حساسة من الإعداد.

نعم، لم تكن المشاركة الأخيرة في ساحل العاج في مستوى التطلعات، وأحبطت الجماهير التي اعتادت على رؤية منتخبها يقارع كبار العالم، لكن لا يمكن القفز على معطى أساسي: منتخب المغرب لم ينهزم في آخر 14 مباراة، ويتصدر مجموعتيه في تصفيات كأس العالم وكأس إفريقيا. هذه الأرقام، في لغة كرة القدم، لا تعني الصدفة، بل تدل على استمرارية واستقرار لم يعرفه المنتخب الوطني منذ سنوات.

الانتقادات مبررة حين تكون بنّاءة، لكن البعض تجاوز حدود التحليل ودخل في حملة تشكيك تضر أكثر مما تنفع، مطالبة بتغيير المدرب قبل أهم موعد كروي في تاريخ المغرب الحديث. أي منطق يقبل أن نهدم مشروعاً نضج بصعوبة، وحقق إشعاعاً غير مسبوق على المستوى الدولي، لمجرد أن الأداء لا يرقى دائماً إلى تطلعات “المتفرج المثالي”؟

إن كرة القدم ليست مسرحاً للعرض فقط، بل ميداناً للنتائج والحسم، خصوصاً في البطولات الكبرى. وكل من تابع التاريخ القاري يعلم أن المنتخبات المتوجة ليست دائماً الأجمل، بل الأكثر واقعية وانضباطاً. وحتى حين تُطرح مقارنات مع منتخبات أخرى كحال السنغال، فإن الواقع يُفند الأوهام: منتخب السنغال، رغم ودياته المثيرة، يحتل المرتبة الثالثة في مجموعته بتصفيات المونديال، ويرفض مواجهة المغرب ودياً، ربما لأنه يدرك ما ينتظره.

كأس إفريقيا في المغرب ليست فقط تظاهرة رياضية، إنها مشروع دولة، واستحقاق وطني يُبنى عليه الكثير من الآمال الرمزية والتنموية. وقد استثمرت المملكة بسخاء في البنية التحتية والتنظيم، واضعة نصب أعينها تنظيم نسخة تُخلد في الذاكرة القارية، وربما تتوج بلقب طال انتظاره. وفي مثل هذا السياق، لا مجال للقرارات الانفعالية ولا للخصومات الصغيرة التي تُسقط الطموح الكبير.

من حق الجماهير أن تحلم وتطمح وتنتقد، لكن الواجب الوطني اليوم يفرض وحدة الصف خلف المنتخب. فإما أن نضع ثقتنا في هذا الجيل وجهازه التقني ونمنحه ما يستحقه من دعم دون قيد أو شرط، أو نُكرر أخطاء الماضي حيث نُفرّط في الفرص التاريخية تحت ضغط النقاشات العقيمة.

الكرة الآن في ملعبنا كمغاربة، قبل أن تُصبح في ملعب اللاعبين فوق العشب. إما أن نتّحد خلف “أسود الأطلس” في هذه اللحظة الفارقة، أو نترك الفرصة تضيع، على أرضنا، وبين جمهورنا، وفي وطن استعدّ ليُحقق المجد.

زر الذهاب إلى الأعلى