أمن أكادير تجسيد لحزم ويقظة الدولة في مواجهة الجريمة
أمن أكادير تجسيد لحزم ويقظة الدولة في مواجهة الجريمة

في زمن تتسارع فيه وتيرة التحولات المجتمعية، وتزداد معه تحديات الحفاظ على السكينة والنظام العام، تبرز مدينة أكادير نموذجا حيا للنجاعة الأمنية ولليقظة الإستراتيجية التي تبصم عليها مختلف أجهزة الأمن الوطني، في تناغم تام مع فلسفة الإستباق والتدخل الممنهج.
فما تشهده المدينة من حملات أمنية مكثفة، ليس مجرد تحرك ظرفي، ولا ارتجال مناسباتي،نتيجة دعم بشري ولوجستيكي ، بل هو ثمرة رؤية مؤسساتية متكاملة، تشرف عليها المديرية العامة للأمن الوطني ، وتنفذ بتأطير ميداني محكم . إنها رسالة صارمة لكل من تسول له نفسه العبث بالأمن أو النيل من طمأنينة المواطنين.
لقد أعادت هذه التعبئة الشاملة رسم معالم جديدة للشارع العام، بعد أن غمرته ألوان الزي الرسمي و الأمني وفرق متخصصة باللباس المدني ، وانتشرت السدود الأمنية على منافذ المدينة، حيث تم تطويق أبرز النقط السوداء التي ظلت لسنوات بؤر للانفلات.
فتحولت أكادير إلى ورش أمني مفتوح لا يغفل صغيرة ولا كبيرة، في إنسجام تام مع التزامات المغرب بإستقبال تظاهرات وطنية ودولية كبرى، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم لهذه السنة .
لكن ما يجعل هذه التجربة الأمنية جديرة بالتوقف، هو كونها لا تكتفي بالملاحقة أو الردع، بل تؤسس لمرحلة جديدة من الثقة بين المواطن ورجل الأمن. إنها تقطع مع صور السلبية والتراخي، لتعيد الإعتبار لمفهوم الدولة الحامية، وتكرس مبدأ القرب والجاهزية، بوعي تام بأن لا تنمية ولا إزدهار من دون أمن.
إن الحزم الذي طبع هذه التحركات ليس مجرد إستعراض للقوة، بل هو إنعكاس لقرار سياسي عميق، يجعل من الأمن قاعدة لكل مشروع مجتمعي، ويمنح للمؤسسات الأمنية مكانتها المستحقة في معادلة الإستقرار.
فأكادير وسط المملكة ، ليست فقط مدينة تستعد لاستقبال الكبار، بل هي عنوان لتجربة أمنية يمكن أن تلهم باقي الحواضر المغربية، في زمن بات فيه الأمن رهانا حضاريا بإمتياز.
ختاما، لا يسعنا إلا أن نرفع أسمى عبارات الشكر والتقدير والعرفان لنساء ورجال الأمن الوطني التابعين لولاية أمن أكادير، ولكل من التحق بهم من أطر أمنية قدمت من مختلف ربوع المملكة، تجسيدا لمعاني التضامن المهني وروح الواجب الوطني.
فالإنتماء للمؤسسة الأمنية ليس مجرد وظيفة، بل رسالة نبيلة قوامها التضحية ونكران الذات، وسياجها الإنضباط والإلتزام بقيم الدولة.
نساء ورجال أمن ، جسدوا من خلال هذه التجربة الحكيمة، التي تقودها المديرية العامة للأمن الوطني، صورة مشرقة لمغرب قوي بمؤسساته، شامخ برجاله ونسائه في الميدان.
ذ/ الحسين بكار السباعي
محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان.
خبير في نزاع الصحراء المغربية.