سلايدرفن وثقافة

المغرب يعزّز حضوره الثقافي في معرض بكين الدولي للكتاب

الدار/ خاص

شهدت العاصمة الصينية بكين انطلاق فعاليات الدورة الـ31 من معرض بكين الدولي للكتاب، الذي تحوّل هذا العام إلى منصة حيوية للتبادل الثقافي بين الصين والعالم العربي، بمشاركة نشطة ومميزة لعدد من الدول العربية، من بينها المملكة المغربية، التي أكدت من جديد التزامها بتعزيز الجسور المعرفية بين ضفتي العالم العربي وآسيا.

وخلال هذا الحدث الثقافي الضخم، الذي يُقام في المركز الوطني للمؤتمرات في بكين بين 18 و22 يونيو الجاري، حرص المغرب إلى جانب الوفود العربية الأخرى على تقديم صورة غنية ومتكاملة عن المشهد الأدبي والثقافي العربي، من خلال مساهمات نوعية للمؤلفين والمترجمين والناشرين.

وقد تجاوزت المشاركة المغربية الطابع الرمزي، لتجسّد حضوراً معرفياً فاعلاً ينسجم مع موقع المغرب في خريطة التعاون الثقافي العربي–الصيني، خاصة في ظل التوجهات الاستراتيجية للمملكة نحو تعزيز الشراكة مع دول مبادرة “الحزام والطريق”. وشكلت هذه التظاهرة فرصة سانحة لتسليط الضوء على التراث المغربي المتنوع، وعلى المشاريع الكبرى التي انخرطت فيها المؤسسات الثقافية المغربية في مجال الترجمة والنشر والترويج للفكر العربي بلغة الآخر.

إلى جانب المغرب، حضرت بقوة الإمارات العربية المتحدة، التي دشّنت جناحها الوطني ببرنامج ثقافي متنوع شمل ندوات، عروض فنية، وجلسات للخط العربي، مما أضفى بعداً تفاعلياً على الحضور العربي العام. وأكدت شخصيات إماراتية بارزة، مثل علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أهمية الاستثمار في الثقافة كجسر للتقارب الحضاري، مشيرين إلى الدينامية التي تعرفها العلاقات بين الصين والدول الخليجية في ميادين النشر والترجمة.

كما شاركت السعودية من خلال عدد من الناشرين، من بينهم مكتبة “جسور”، حيث أعلن مديرها العام عبد العزيز عن إطلاق ترجمات جديدة من الصينية إلى العربية، وأخرى مرتقبة من المؤلفات السعودية إلى اللغة الصينية، في خطوة تعكس تنامي الاهتمام المتبادل بين الثقافتين.

وشهد المعرض أيضاً تتويج جهود عربية ضمن “جائزة الصين للإسهام المتميز في مجال الكتاب”، التي كرّمت أسماء عربية بارزة مثل يحيى مختار من مصر وسماح محمد من تونس، تقديراً لمجهوداتهما في ترسيخ التبادل المعرفي بين الصين والعالم العربي.

يُذكر أن هذه الدورة من المعرض ضمّت ما يزيد عن 220 ألف عنوان من الكتب، وشارك فيها أكثر من 1700 جهة عارضة من 80 دولة ومنطقة حول العالم، مما جعل منها ملتقى عالمياً مفتوحاً للتواصل الثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى