سلايدرمال وأعمال

صيف سياحي واعد في المغرب.. مع ضرورة الحزم في مواجهة الفوضى

الدار/ إيمان العلوي

يُتوقّع أن يشهد صيف 2025 انتعاشًا غير مسبوق في القطاع السياحي بالمغرب، مع تزايد حجوزات الرحلات الجوية وامتلاء الوحدات الفندقية في مختلف المدن السياحية، ما ينبئ بموسم استثنائي من حيث الإقبال. هذا التوافد الكبير يعكس جاذبية المملكة كوجهة آمنة ومتنوعة، ويأتي في سياق تحضيرات المغرب لاحتضان تظاهرات رياضية بارزة، أبرزها كأس أمم إفريقيا 2025.

لكن في خضم هذا الزخم، يُطرح تساؤل جوهري: هل يمكن للمغرب أن يحافظ على توازن دقيق بين الانفتاح الترحيبي والصرامة في حفظ النظام العام؟

فالرهان على الكمّ وحده لا يكفي. الجودة تظل الأساس، ليس فقط في الخدمات السياحية المقدمة، ولكن أيضًا في الحفاظ على طابع البلاد، أمنها، وكرامة سكانها وزوارها على حد سواء.

وقد شهدت السنوات الأخيرة بعض السلوكيات الدخيلة التي تسيء لصورة السياحة بالمغرب، من بينها الاستعراضات المتهورة في الشوارع، والمشاجرات المفتعلة، إلى جانب مضامين مستفزة على شبكات التواصل الاجتماعي. سلوكيات لا تمثل الأغلبية، لكنها تتطلب وقفة صارمة ورسائل واضحة.

وفي هذا الإطار، يأمل كثيرون أن تعزز السلطات من حضورها الميداني خلال الموسم الصيفي، وتوجه رسالة حازمة قبل انطلاق “الكان” مفادها: لا مكان لمن يسعون إلى إثارة الفوضى، وأن القانون سيطبق دون تهاون، بما في ذلك الترحيل الفوري لكل من يثبت تورطه في زعزعة النظام العام أو انتهاك القوانين.

بالمقابل، يظل المغرب مفتوحًا لكل من يقصده بحسن نية، من السائحين الحقيقيين، والعائلات الباحثة عن المتعة والاكتشاف، والمحبين لثقافة هذا البلد وتاريخه. هؤلاء سيجدون كل الترحاب والضيافة، كما عهدوا دائمًا من شعبٍ عُرف بالتسامح والكرم.

فصيف 2025 ليس فقط فرصة لتعزيز أرقام السياحة، بل اختبار لقدرة المغرب على أن يكون بلدًا مضيافًا بمؤسسات قوية، يعرف متى يفتح أبوابه.. ومتى يُغلقها أمام من لا يحترمون قواعد الضيافة.

زر الذهاب إلى الأعلى