المغرب والصين يعززان التعاون الأكاديمي والرياضي باتفاقية غير مسبوقة في فنون الووشو كونغ فو

الدار/ مريم حفياني
شهدت مدينة تمارة توقيع اتفاقية تعاون بين الجامعة الملكية المغربية للووشو كونغ فو وجامعة شنغهاي للرياضة، في مبادرة تُعد محطة جديدة في مسار العلاقات المغربية الصينية المتنامية، وتُترجم الاهتمام المتبادل بتوسيع مجالات الشراكة لتشمل الرياضة والثقافة والتكوين الأكاديمي.
اللقاء الذي جمع وفداً مغربياً برئاسة السيد عبد الرحمان الصناغي، رئيس الجامعة الملكية المغربية للووشو كونغ فو، بنظيره الصيني السيد لي يين، عميد جامعة شنغهاي للرياضة، توّج بتوقيع مذكرة تفاهم تروم تعزيز التكوين الرياضي وتبادل الخبرات، وتوفير فرص للتدريب والتأطير الأكاديمي في فنون الووشو، أحد أعرق الفنون القتالية في الثقافة الصينية.
وفي كلمته خلال التوقيع، عبّر الصناغي عن اعتزازه بتحقيق هذا التعاون الذي طال التحضير له، مبرزاً أن الاتفاق سيمكن ممارسي الووشو كونغ فو في المغرب من الاستفادة من التقاليد الرياضية الصينية المتجذرة، عبر الانخراط في برامج تدريبية متقدمة وتكوين علمي وأكاديمي عالي المستوى، بإشراف أساتذة وخبراء من جامعة شنغهاي.
وأضاف أن هذه الاتفاقية من شأنها الرفع من مستوى التكوين التقني والتأطير الرياضي داخل المملكة، وإتاحة الفرصة أمام الشباب المغربي للولوج إلى فضاءات أكاديمية مرموقة، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد بهذه الرياضة من قبل الفئات الناشئة والمهتمين بالفنون القتالية ذات البعد الثقافي والحضاري.
من جانبه، أشار لي يين إلى أن التعاون مع المغرب يندرج ضمن رؤية جامعة شنغهاي للرياضة لتوسيع شراكاتها الدولية، خصوصاً مع البلدان المنخرطة في مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2017، والتي تهدف إلى بناء علاقات متعددة الأبعاد ترتكز على تقاسم المعرفة والتجربة والتعاون المشترك.
وأكد المسؤول الصيني أن مذكرة التفاهم الموقعة تُمثل التزاماً واضحاً من الجانبين بتعزيز التبادل الحضاري والتعليمي، مستحضراً الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والتي تعود إلى زمن طريق الحرير، حيث كانت العلاقات التجارية والثقافية تزدهر بين شعوب آسيا وشمال إفريقيا.
كما أعلن عن تخصيص برامج أكاديمية لفائدة الرياضيين والطلبة المغاربة، من بينها “المدرسة الصيفية لمبادرة الحزام والطريق”، التي ستُمكن المشاركين من الاستفادة من دورات تكوينية علمية ومهنية، والتعرف على أساليب التدريب والبحث المعتمدة في الجامعات الصينية.
ووجّه لي يين دعوة رسمية إلى الجامعة الملكية المغربية للووشو كونغ فو وإلى الشباب المغربي الراغب في التكوين المتخصص، لزيارة مدينة شنغهاي والانخراط في برامج التبادل الأكاديمي، مؤكداً أن أبواب الجامعة ستظل مفتوحة أمام كل الطاقات الطموحة الراغبة في تطوير مهاراتها والانفتاح على تجارب رياضية عالمية.
هذه المبادرة تأتي في سياق دينامية تعاون متجددة بين الرباط وبكين، تعكس الحرص المشترك على الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة شاملة، تشمل ميادين جديدة ومبتكرة، تجعل من الرياضة والثقافة قنوات فعالة لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء جسور تواصل بين الأجيال.