تعاون صحي متجدد بين المغرب والصين: لقاء رفيع المستوى يجمع وزير الصحة المغربي بعمدة شنغهاي

الدار/ مريم حفياني
في سياق تخليد الذكرى الخمسين لإيفاد أول بعثة طبية صينية إلى المغرب، شهدت العاصمة الرباط لقاءً لافتاً جمع بين وزير الصحة والحماية الاجتماعية، السيد أمين التهراوي، وعمدة بلدية شنغهاي، السيد قونغ تشنغ، في محطة جديدة من مسار الشراكة الصحية بين البلدين.
هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة الأنشطة المبرمجة بمناسبة نصف قرن من التعاون الطبي بين الرباط وبكين، شكّل فرصة لتقييم حصيلة التعاون الثنائي في المجال الصحي، واستشراف آفاق تطويره بما يتماشى مع التحديات الصحية الإقليمية والعالمية.
وبحسب مصادر رسمية، فقد ثمّن الجانبان جودة العلاقات التي تجمع بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، لا سيما في مجال الصحة، حيث عملت البعثات الطبية الصينية على تقديم خدمات علاجية في مستشفيات ومراكز صحية مغربية منذ عام 1975، واستفاد منها مئات الآلاف من المواطنين المغاربة، خاصة في المناطق النائية.
وشدد السيد التهراوي على أهمية هذه الشراكة النموذجية التي تتجاوز الطابع العلاجي إلى أبعاد تكوينية وتكنولوجية، مشيراً إلى رغبة المغرب في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات نقل الخبرة، تطوير التكوين الطبي، والابتكار في الصناعات الصيدلانية والتكنولوجيا الحيوية.
من جانبه، عبّر عمدة شنغهاي عن اعتزاز بلاده بالشراكة المغربية-الصينية، مؤكداً التزام شنغهاي بمواصلة دعم الجهود المغربية الرامية إلى تطوير منظومتها الصحية، ومقترحاً فتح آفاق جديدة للتعاون، من بينها التوأمة بين مؤسسات استشفائية كبرى، وتنظيم دورات تكوينية مشتركة للأطر الطبية.
وتُعد شنغهاي من المدن الصينية الرائدة في مجال الابتكار الطبي واستخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، وهو ما يعكس الرغبة الصينية في اقتسام تجاربها الرائدة مع الدول الشريكة، وعلى رأسها المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن التعاون المغربي-الصيني في المجال الصحي لم يقتصر فقط على البعثات الطبية، بل شمل أيضاً التعاون في مجابهة الأوبئة، حيث كانت الصين من أوائل الدول التي دعمت المغرب خلال جائحة “كوفيد-19”، من خلال إرسال شحنات من اللقاحات والمعدات الطبية.
ويأتي هذا اللقاء في وقت تسعى فيه المملكة المغربية إلى تعزيز موقعها كمركز إقليمي للرعاية الصحية والابتكار الطبي، عبر شراكات دولية استراتيجية، من ضمنها الشراكة مع الصين التي تُبنى على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل.