في 50 سنة من الخدمة الإنسانية.. الفريق الطبي الصيني عالج 5.8 ملايين مغربي وأجرى أكثر من نصف مليون عملية جراحية

الدار/ مريم حفياني
على مدى نصف قرن من العمل والتفاني، سجل الفريق الطبي الصيني في المغرب أرقامًا لافتة تجسد حجم العطاء الإنساني وعمق التعاون الثنائي بين الرباط وبكين. فمنذ انطلاق هذه المهمة الصحية المشتركة قبل 50 عامًا، تم إرسال 197 فريقًا طبيًا إلى مختلف مناطق المغرب، ضمّوا في المجموع 2025 إطارًا طبيًا صينيًا من ذوي الكفاءة العالية.
خلال هذه الفترة، قدّم الفريق الطبي الصيني خدمات استشارية وعلاجية استفاد منها ما يزيد عن 5 ملايين و880 ألف شخص في مختلف المدن المغربية، كما تم استقبال أكثر من 840 ألف مريض داخل المستشفيات، في إطار دعم متواصل للمنظومة الصحية الوطنية.
ولم تقتصر مساهمة الفرق الصينية على الاستشارات الطبية فحسب، بل شملت أيضًا الجانب الجراحي، حيث تم إجراء نحو 550 ألف عملية جراحية، أنقذت الأرواح وأعادت الأمل للعديد من الأسر المغربية.
وعلى المستوى التخصصي، ساهمت البعثات الطبية الصينية في تطوير العرض الصحي من خلال إطلاق 20 تخصصًا سريريًا جديدًا، إلى جانب برامج علاجية متقدمة ساعدت على توسيع وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
تُعدّ هذه الأرقام شهادة حية على نجاعة هذا التعاون الطبي، وعلى التزام الصين المستمر بدعم المغرب في مجال الصحة، الذي أصبح اليوم أحد الأعمدة الأساسية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما تجسّد هذه الجهود المتواصلة عمق الصداقة الصينية–المغربية، التي تنمو وتتقوى على أرضية من التضامن والعمل الميداني المشترك.
إن ما أنجزه الفريق الطبي الصيني في المغرب على مدى 50 عامًا يتجاوز مجرد أداء مهني، ليصبح مثالًا حيًا للتعاون الإنساني الرفيع، وجسرًا ثابتًا يعكس متانة العلاقات الثنائية في أبعادها الإنسانية والتنموية.