سلايدرمال وأعمال

الصين تفتح سوقها أمام المغرب: إعفاء جمركي شامل يدعم المبادلات التجارية ويعزز الشراكة الاستراتيجية

الدار/ مريم حفياني

أعلنت بكين عن إعفاء كامل للرسوم الجمركية على واردات قادمة من 53 دولة إفريقية، من ضمنها المملكة المغربية. هذا الإجراء، الذي يندرج ضمن سياسة الصين لتعزيز التعاون مع إفريقيا، يتيح فرصًا جديدة للمغرب لتوسيع صادراته نحو واحدة من أكبر الأسواق العالمية، التي تضم أزيد من 1,4 مليار مستهلك.

ويُرتقب أن يُحدث هذا القرار دفعة قوية في مسار الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين، خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية المتطورة بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة.

تم إدراج المغرب ضمن قائمة الدول التي ستستفيد من الإلغاء الكلي للرسوم الجمركية، وهي خطوة من شأنها تعزيز موقع المملكة كفاعل اقتصادي محوري في القارة الإفريقية، وشريك موثوق للصين في منطقة شمال إفريقيا.

ويعكس هذا القرار توجه الصين نحو تعميق روابطها الاقتصادية مع دول الجنوب، ضمن مبادرة “الحزام والطريق” التي انخرط فيها المغرب رسميًا منذ عام 2017، ما يجعل المملكة من بين الدول الإفريقية القليلة التي تجمعها بالصين اتفاقيات شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد.

من شأن الإعفاء الجمركي أن يفتح آفاقًا واسعة أمام عدد من القطاعات المغربية لولوج السوق الصينية بشروط تنافسية، لاسيما قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية والمنتجات البحرية والنسيج. كما يُتوقع أن يُشجع هذا الانفتاح على رفع مستوى الصادرات المغربية التي كانت تواجه، سابقًا، تحديات تتعلق بالرسوم الجمركية والولوج التقني إلى السوق الصينية.

وأكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن هذا القرار قد يُساهم في تقليص العجز التجاري مع الصين، الذي ما زال يميل لصالح بكين، ويمنح دفعة قوية للمقاولات المغربية، خاصة الصغيرة والمتوسطة، لتطوير قدراتها التصديرية نحو شرق آسيا.

يساهم هذا القرار كذلك في تعزيز تموقع المغرب كمحور اقتصادي وتجاري بين إفريقيا وآسيا، ويُرسخ مكانته كبوابة للصين نحو القارة الإفريقية، مستفيدًا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وبنيته التحتية المتقدمة، وشبكة الاتفاقيات التجارية التي تربطه بعدد من التكتلات الدولية.

وتُراهن الصين، من خلال هذا الانفتاح التجاري، على ترسيخ حضورها في إفريقيا عبر شراكات تقوم على التبادل المتكافئ، وهو ما يمنح للمغرب فرصة لتقوية موقعه الإقليمي والدولي في منظومة التجارة العالمية.

يمثل الإعفاء الجمركي الكامل الذي قررته الصين لفائدة المغرب وبقية الدول الإفريقية خطوة عملية لترجمة الإرادة السياسية نحو بناء علاقات اقتصادية متوازنة، ويشكل فرصة حقيقية لتطوير المبادلات التجارية بين البلدين. وتبقى مسؤولية استثمار هذه الفرصة رهينة بمدى جاهزية الفاعلين الاقتصاديين المغاربة لمواكبة هذا الانفتاح، وتطوير عرض تصديري قادر على تلبية احتياجات ومتطلبات السوق الصينية.

زر الذهاب إلى الأعلى