سلايدرمغرب

البيعة المتجددة.. تجسيد للوفاء والوحدة في عيد العرش المجيد 2025

الدار/ غيثة حفياني

في كل عام، ومع حلول ذكرى عيد العرش المجيد، يلتف المغاربة مجددًا حول ملكهم محمد السادس، في تعبير عفوي وصادق عن التشبث بالعرش العلوي، واستمرارية العلاقة الراسخة بين الشعب وملكه.

هذه العلاقة لا تنبع من واجب دستوري فقط، بل من قناعة راسخة بأن العرش يشكل صمام الأمان وضمانة الاستقرار في وطن يتميز بتاريخه العريق وتعدده الثقافي، وقدرته الفريدة على التوازن في محيط إقليمي مضطرب.

البيعة التي يجددها المغاربة اليوم، ليست طقسًا بروتوكوليًا بقدر ما هي عهد متجدد يجمع بين البعد الديني والسياسي والاجتماعي، فهي امتداد لمسار تاريخي ممتد لقرون، تشكلت فيه صورة العرش كمرجعية جامعة للمغاربة، وكمؤسسة ضامنة لوحدة البلاد واستمراريتها. فالملك محمد السادس، بصفته أميرًا للمؤمنين، لا يمثل فقط رأس الدولة، بل هو أيضًا رمز جامع للمغاربة بكل أطيافهم، ومؤتمن على هويتهم وثوابتهم الدينية والوطنية.

الاحتفال بذكرى جلوس الملك على العرش في عام 2025 يتجاوز رمزيته الظاهرة، ليصبح لحظة وطنية للتأمل في مسار التنمية، والتأكيد على مسيرة الإصلاح والبناء التي انطلقت منذ اعتلاء جلالته العرش سنة 1999. لقد كان العهد الجديد عنوانًا لمرحلة عميقة من التحولات، شملت مختلف المجالات، من الاقتصاد والبنيات التحتية، إلى الحقوق والحريات، والسياسة الخارجية، حيث برز المغرب كقوة إقليمية وازنة، وكشريك موثوق في محيطه الإفريقي والدولي.

ما يميز هذه الذكرى أيضًا هو كيف تحولت مظاهر الولاء إلى تعبيرات حديثة تنبض بالحيوية والالتحام الوطني، خصوصًا في الفضاء الرقمي، حيث تتصدر وسوم مثل “أبايع ملكي” و”الشعب يبايع ملكه” منصات التواصل الاجتماعي، بما يعكس ارتباطًا وجدانيًا يتجاوز الفئات العمرية والانتماءات، ويترجم بطريقة عصرية روح الوفاء التي ظلت دائمًا عنوانًا للهوية المغربية.

عيد العرش إذًا ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو مناسبة وطنية جامعة، يُجدد فيها المغاربة ارتباطهم برمز دولتهم، ويتطلعون معه إلى مستقبل أكثر إشراقًا، بقيادة ملك اختار دائمًا أن يكون قريبًا من نبض شعبه، وأن يضع قضاياهم في قلب اهتماماته.

إنها لحظة للتعبير عن الانتماء والوفاء، وعن تلك العلاقة الفريدة التي تجعل من المغرب بلدًا يعتز بتاريخه، ويتقدم بثقة نحو المستقبل، في ظل قيادة ملكية تتجدد معها معاني البيعة، ويترسخ معها اليقين بأن الوطن يمضي بثبات نحو المزيد من الوحدة والازدهار.

زر الذهاب إلى الأعلى