أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

المغرب يترجم التضامن إلى أفعال.. الملك يصدر تعليماته بإرسال 8 طائرات مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة

المغرب يترجم التضامن إلى أفعال.. الملك يصدر تعليماته بإرسال 8 طائرات مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة

الدار/ مريم حفياني

في قرار يجسّد المواقف الإنسانية الثابتة للمملكة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، اصدر عاهل البلاد توجيهاته بإرسال ثماني طائرات عسكرية من طراز C-130 محملة بالمساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان قطاع غزة، في وقتٍ تكتفي فيه بعض الدول، مثل الجزائر، بإطلاق الشعارات دون تحركات ملموسة على الأرض.

ستنفذ عملية إيصال المساعدات في إطار تنسيق لوجيستي ودبلوماسي دقيق، تمكن من استخدام المجال الجوي الإسرائيلي لنقل الدعم مباشرة نحو النقاط القريبة من قطاع غزة. وتضمنت المساعدات أطناناً من المواد الغذائية، والمستلزمات الطبية، والمواد الأساسية الموجهة لسكان القطاع المنكوبين جراء العدوان الذي خلف آلاف الضحايا ودماراً واسع النطاق في البنى التحتية.

تأتي هذه الخطوة تنفيذاً للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي أكد مراراً أن دعم القضية الفلسطينية لا يكون بالخطابات الرنانة، بل بالفعل الميداني المستمر والدبلوماسية الهادئة الفعالة. وقد سبق للمغرب أن أقام مستشفى ميدانياً على أراضي غزة في السابق، ووجّه قوافل طبية وغذائية مباشرة إلى سكان القطاع.

في المقابل، أثارت هذه المبادرة المغربية استحساناً واسعاً في الأوساط الدولية والإعلامية، حيث اعتبرها كثيرون نموذجاً للدبلوماسية الفعالة والدعم الحقيقي للقضية الفلسطينية. وقد تساءل العديد من المراقبين عن جدوى المواقف الخطابية التي تصدر عن بعض الدول الإقليمية، كحال الجزائر، التي لا تزال تحصر دعمها في بيانات إعلامية وتصريحات سياسية، دون أثر ملموس يلامسه الفلسطينيون على الأرض.

يُذكر أن المغرب لم يغيّر من ثوابته تجاه القضية الفلسطينية، رغم إعادة علاقاته مع إسرائيل في إطار اتفاقات أبراهام سنة 2020. بل على العكس، عزز موقعه كوسيط متوازن يدافع عن الحقوق الفلسطينية ويدعم صمود سكان القدس وقطاع غزة، دون قطيعة دبلوماسية تمنع إيصال المساعدات أو التأثير السياسي في الملفات الإقليمية الحساسة.

في زمن تغلب فيه الحسابات الجيوسياسية على المبادئ، يثبت المغرب أن الالتزام الحقيقي بالقضية الفلسطينية لا يُقاس بالمزايدات الإعلامية، بل بالفعل العملي. فالمساعدات الجوية الثمانية التي انطلقت من القواعد العسكرية المغربية باتجاه غزة عبر التنسيق مع السلطات الإسرائيلية، دليل على أن التضامن يمكن أن يكون ذكياً، فعالاً، وإنسانياً في آن واحد.

زر الذهاب إلى الأعلى