شي جين بينغ وكيم جونغ أون يؤكدان متانة التحالف الاستراتيجي بين الصين وكوريا الشمالية

الدار/ مريم حفياني
عقد الرئيس الصيني والأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ، مساء 4 شتنبر 2025، مباحثات رسمية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الأمين العام لحزب العمال ورئيس لجنة شؤون الدولة بجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. اللقاء جرى في قاعة الشعب الكبرى بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، وهو حدث تاريخي حرص كيم على حضوره للتأكيد على الروابط التاريخية بين البلدين.
شي جين بينغ شدّد خلال المباحثات على أن الصين وكوريا الشمالية تجمعهما صداقة متجذرة نسجتها عقود من التضحيات المشتركة والدفاع عن القيم الاشتراكية، مبرزاً أن العلاقة بين الحزبين الحاكمين تظل حجر الزاوية في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وأكد الرئيس الصيني أن بكين ستظل ثابتة في دعم بيونغ يانغ لاختيار مسارها التنموي المستقل، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لتوسيع آفاق التعاون العملي وتعزيز التنسيق السياسي في ظل التحديات العالمية المتصاعدة.
كما استعرض شي المبادرات التي تقودها الصين على الساحة الدولية، مثل “مبادرة التنمية العالمية” و”مبادرة الأمن العالمي”، والتي لاقت دعماً صريحاً من كوريا الشمالية. وأكد أن البلدين سيواصلان الدفاع عن مصالحهما المشتركة داخل المؤسسات الدولية، والعمل على صون الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.
من جانبه، ثمّن كيم جونغ أون الدور الصيني في ترسيخ السلم العالمي وإبراز مكانتها الدولية، مذكّراً بأن الروابط بين بيونغ يانغ وبكين تأسست على إرث تاريخي من النضال المشترك ضد الاستعمار الياباني. وأكد أن بلاده تعتبر تعزيز التعاون مع الصين خياراً استراتيجياً لا رجعة فيه، مجدداً دعمه لمواقف بكين في ما يخص قضايا “تايوان” و”شينجيانغ” و”التبت”.
كما أشاد كيم بالإنجازات التي حققتها الصين تحت قيادة شي جين بينغ، وأعرب عن استعداد بلاده لتبادل الخبرات في مجالات بناء الحزب والتنمية الاقتصادية، وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بما يخدم المصالح المتبادلة.
اللقاء لم يقتصر على المباحثات الرسمية، إذ حرص شي جين بينغ في أجواء ودية على استضافة كيم جونغ أون في جلسة شاي صغيرة وعشاء رسمي، حضره عدد من كبار المسؤولين الصينيين، بينهم كاي تشي ووانغ يي، في إشارة رمزية إلى قوة الشراكة التي تجمع البلدين وتماسكها في مواجهة التحديات الدولية.