الحكومةسلايدر

تحركات مغربية مكثفة بالأمم المتحدة.. بوريطة يضع خصوم المغرب أمام عزلة دولية متزايدة

الدار/ مريم حفياني

في قلب نيويورك، وتحديدًا داخل أروقة الأمم المتحدة، يواصل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا يعكس تصميم الرباط على فرض رؤيتها في ملف الصحراء المغربية.

فبينما يكتفي خصوم المغرب بالتحركات الجانبية والبيانات الإنشائية، يتحرك بوريطة بخطوات محسوبة، من خلال لقاءات رفيعة المستوى ومشاورات دقيقة مع شركاء دوليين مؤثرين. فقد التقى بالمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا ليعيد التأكيد على أن مقترح الحكم الذاتي هو الحل الواقعي والوحيد للنزاع، كما أجرى مباحثات مع وزراء ومسؤولين من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في إطار حشد دعم واسع قبل انعقاد الجلسة المقبلة لمجلس الأمن.

تحركات بوريطة لا تقتصر على تأكيد المواقف المغربية الثابتة، بل تهدف إلى إعادة صياغة موازين القوى داخل الساحة الدبلوماسية، خصوصًا في ظل التحولات الدولية الراهنة وتراجع قدرة بعض القوى الكبرى على فرض رؤيتها منفردة. وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على الأطراف الدولية لاختيار مواقف واضحة من النزاع، يسعى المغرب إلى كسب تأييد أوسع لمبادرته، معتمدًا على شبكة تحالفات متنامية وحضور متقدم في القارة الأفريقية ومصداقية في ملفات الشراكة الدولية.

الرسالة التي يوجهها بوريطة من نيويورك واضحة: سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية خط أحمر غير قابل للتفاوض، والحكم الذاتي هو الإطار الوحيد القابل للتنفيذ. وبينما يراهن خصوم الرباط على ضجيج إعلامي أو مناورات دبلوماسية معزولة، يكرس وزير الخارجية المغربي حضوره كـ”أسد الدبلوماسية” الذي لا يكتفي بالدفاع عن قضية وطنية عادلة، بل يسعى إلى تحويلها إلى واقع سياسي ودبلوماسي تفرضه الحقائق على الأرض والتحالفات داخل أروقة الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى