السفيرة الجديدة للصين بالرباط: مع المغرب نؤمن بالدعم المتبادل في القضايا المصيرية للطرفين
السفيرة الجديدة للصين بالرباط: مع المغرب نؤمن بالدعم المتبادل في القضايا المصيرية للطرفين

الدار / مريم حفياني
في أجواء احتفالية بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ألقت السفيرة يو جينسونغ، سفيرة بكين المفوض فوق العادة الجديدة بالرباط، خطاباً شاملاً حمل رسائل سياسية واقتصادية ودبلوماسية قوية، عكست عمق العلاقات بين المغرب والصين وآفاقها المستقبلية.
السفيرة أكدت أن الصين، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والرئيس شي جينبينغ، استطاعت خلال العقود الماضية تحقيق “معجزتين نادرتين” تتمثلان في النمو الاقتصادي السريع والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد. وأبرزت أن عام 2025 يمثل المحطة الأخيرة في تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة، قبل الانتقال إلى الخطة الجديدة التي ستتمحور حول التحديث الشامل وبناء “قوة اشتراكية عصرية” قادرة على مواجهة التحديات العالمية.
وعرضت يو جينسونغ مؤشرات اقتصادية حديثة، إذ سجلت الصين نمواً بـ5,3% في النصف الأول من العام، وارتفعت قيمة الصناعات التكنولوجية المتقدمة بـ9,5%، فيما ارتفع عدد الشركات الأجنبية الجديدة بنسبة 11,7%. وأشارت إلى أن الصين، رغم الحروب التجارية والضغوط الدولية، واصلت انفتاحها وحافظت على دورها كفاعل أساسي في سلاسل التوريد العالمية، مؤكدة أن “الإيمان بالصين هو إيمان بالمستقبل، والاستثمار فيها هو استثمار للمستقبل”.
وتوقفت السفيرة عند المحطات التاريخية لسنة 2025، باعتبارها الذكرى الـ80 لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، والذكرى نفسها لاستعادة تايوان، مجددة تمسك بكين بمبدأ “الصين الواحدة”، ومشيدة بموقف المغرب الثابت الداعم لهذا المبدأ. كما تطرقت إلى الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة، حيث شددت على أهمية التعددية ومبادرة الصين لحوكمة عالمية أكثر عدلاً وتوازناً.
وعلى المستوى الثنائي، ذكّرت يو جينسونغ بأن العلاقات المغربية الصينية دخلت منذ 2016 مرحلة “الشراكة الاستراتيجية” بفضل إعلان الرئيس شي جينبينغ والملك محمد السادس. وأكدت أن مشاريع كبرى مثل “غوشيون هاي-تيك” و”صنرايز تكس تايل”، التي حظيت بدعم مباشر من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أعطت نتائج ملموسة، في حين يشكل التبادل المستمر بين وزيري الخارجية وانخراط المغرب الفاعل في المنتدى الصيني-العربي دليلاً على متانة هذه العلاقات.
ولم يغب البعد الإنساني عن خطاب السفيرة، حيث أحيت الذكرى الخمسين لإرسال أول بعثة طبية صينية إلى المغرب، مشيرة إلى أن أكثر من 2000 طبيب صيني عالجوا نحو 6,7 ملايين مريض مغربي، خصوصاً في المناطق القروية النائية، وهو ما وصفته بأنه “جسر إنساني يعزز الصداقة بين الشعبين”.
وفي ختام كلمتها، عبّرت يو جينسونغ عن اعتزازها بتعيينها سفيرة لبكين في الرباط، مؤكدة استعدادها لتعزيز الثقة السياسية، وتوسيع التعاون العملي، وتعميق التبادل الثقافي والإنساني بين الشعبين. وقالت: “شرف كبير ومسؤولية جسيمة أن أكون السفيرة الـ18 للصين بالمغرب، وسأعمل جنباً إلى جنب مع أصدقائي المغاربة لرفع العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب”.