اختطاف قرب تندوف يورط الجزائر في أزمة أمنية جديدة.. هجوم مسلح يستهدف شركة صينية
اختطاف قرب تندوف يورط الجزائر في أزمة أمنية جديدة.. هجوم مسلح يستهدف شركة صينية

الدار/ سارة الوكيلي
تعرض فريق تابع لشركة “CRCC” الصينية، المتخصصة في مشاريع السكك الحديدية، لهجوم مسلح قرب منطقة تندوف. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد أقدمت مجموعة مجهولة الهوية على اختطاف عاملين وسرقة سيارة من نوع “تويوتا” كانت تستخدمها الشركة في مهامها الميدانية.
المسلحون، الذين كانوا يستقلون سيارات رباعية الدفع، باغتوا طاقم الشركة أثناء قيامه بمهام ميدانية، واستعملوا أسلحة رشاشة لترهيب العمال قبل تنفيذ عملية الاختطاف في ظرف دقائق معدودة، ثم فرّوا نحو وجهة مجهولة داخل الصحراء الشاسعة المحيطة بالمنطقة.
وتعمل الشركة الصينية CRCC في مشاريع ضخمة بالجزائر منذ سنوات، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والنقل، غير أن هذا الحادث الأخير أعاد إلى الواجهة المخاوف من تدهور الوضع الأمني في الجنوب، الذي أصبح مرتعاً لعصابات تهريب السلاح والمخدرات في الجزائر.
وتشير تحليلات أمنية إلى أن منطقة تندوف تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى منطقة توتر أمني مزمن، نتيجة تداخل نشاط الميليشيات المرتبطة بجبهة “البوليساريو” مع تحركات شبكات التهريب والجريمة المنظمة، في ظل غياب تام للرقابة الصارمة من طرف السلطات الجزائرية.
ويرى مراقبون أن هذا الهجوم قد يترك تداعيات خطيرة على صورة الجزائر لدى المستثمرين الأجانب، لا سيما بعد أن باتت الشركات الدولية، وعلى رأسها الصينية، تعبر عن قلقها المتزايد من المخاطر الأمنية التي تهدد أنشطتها في البلاد.
ورغم الصمت الرسمي من الجانب الجزائري إلى حدود الساعة، أفادت مصادر محلية بأن القوات الأمنية شنت عمليات تمشيط واسعة بحثاً عن الخاطفين والعاملين المختطفين، وسط تكتم كبير حول تفاصيل العملية ومسار التحقيقات.
الحادث يفتح الباب مجدداً أمام تساؤلات محرجة حول قدرة الجزائر على تأمين مناطقها الجنوبية، وحماية الشركات الأجنبية العاملة هناك، خاصة في ظل تمدد المجموعات المسلحة وتفاقم هشاشة الوضع الأمني بمحيط تندوف، الذي بات يوصف بـ”المنطقة الرمادية” الخارجة عن السيطرة الفعلية للدولة.