أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

المغرب يعزز استقلاله الدفاعي.. بنسليمان تتحول إلى قاعدة إقليمية لصيانة الطائرات العسكرية

المغرب يعزز استقلاله الدفاعي.. بنسليمان تتحول إلى قاعدة إقليمية لصيانة الطائرات العسكرية

الدار/ سارة الوكيلي

يشهد المغرب تحوّلًا استراتيجيًا في مجال الصناعات العسكرية، مع إطلاق مشاريع ضخمة تهدف إلى تقوية القدرات الدفاعية وتوطين التكنولوجيا المتقدمة داخل البلاد.
ومن أبرز هذه المشاريع إنشاء مركز استراتيجي جديد في مدينة بنسليمان، مخصص لصيانة وتحديث طائرات F-16 وC-130 Hercules التابعة للقوات الجوية الملكية المغربية، في تعاون مع شركات دولية رائدة من بينها Sabena Engineering البلجيكية وMedZ المغربية وعملاق الصناعات العسكرية الأمريكية Lockheed Martin.

يُعد هذا المشروع نقطة تحوّل مهمة في مسار تحديث المنظومة الدفاعية المغربية، إذ سيُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في صيانة وتحديث الأسطول الجوي العسكري، بدل الاعتماد الكلي على الخدمات التقنية الخارجية التي كانت تتطلب وقتًا وتكاليف باهظة. كما سيوفر المركز الجديد فرصًا مهمة لنقل الخبرة والتكنولوجيا إلى الكفاءات المغربية، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة في بناء صناعة دفاعية متطورة تعتمد على القدرات الوطنية.

ويأتي هذا المشروع ضمن الاستراتيجية الوطنية لتطوير الصناعات الدفاعية التي أُطلقت بعد المصادقة على القانون رقم 10.20 المتعلق بإنشاء مؤسسات لصناعة الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية، وهي خطوة تهدف إلى جعل المغرب مركزًا إقليميًا للتصنيع والخدمات الدفاعية في شمال إفريقيا وغرب المتوسط.

ويُتوقع أن يجعل مركز بنسليمان من المغرب وجهة محورية لصيانة الطائرات العسكرية في المنطقة، ليس فقط لخدمة أسطوله الجوي، بل أيضًا لتقديم خدمات تقنية ولوجستية لدول إفريقية أخرى، خصوصًا في ظل الثقة المتزايدة في جودة البنية التحتية الدفاعية المغربية وخبرة كوادرها العسكرية.

كما أن اختيار شركات كبرى مثل Lockheed Martin لدعم هذا المشروع يُبرز متانة العلاقات الدفاعية بين الرباط وواشنطن، ويعكس ثقة الولايات المتحدة في قدرة المغرب على إدارة منشآت عسكرية متقدمة وفق أعلى المعايير العالمية، في وقت يشهد فيه التعاون العسكري بين البلدين توسعًا غير مسبوق، يشمل التدريب المشترك، وتبادل الخبرات، وتنفيذ مشاريع تكنولوجية مشتركة.

ويرى مراقبون أن هذا التحول النوعي في الصناعات العسكرية المغربية يعزز موقع المملكة كقوة إقليمية صاعدة في مجالي الأمن والدفاع، خصوصًا في ظل بيئة إقليمية مضطربة تتطلب استعدادًا عاليًا لمواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.

يمثل مشروع بنسليمان أكثر من مجرد منشأة تقنية؛ إنه رمزٌ لتحول المغرب من بلد مستورد للتكنولوجيا العسكرية إلى فاعلٍ منتجٍ ومطورٍ لها، في إطار رؤية شاملة لبناء صناعة دفاعية وطنية تواكب التحولات الجيوسياسية وتدعم استقلال القرار السيادي للمملكة.

زر الذهاب إلى الأعلى