أخبار الدارسلايدر

رسالة الى فخامة الرئيس الجزائري

رسالة الى فخامة الرئيس الجزائري

بقلم: الدكتور سدي علي ماء العينين

فخامة الرئيس ،مع ما يفرضه المقام من تقدير للبلد الذي شرفك بترأسه ، في الأسابيع الأخيرة عرفت بلادنا احداثا احيت في دواخلك الأمل بأن يكون جيل z, و ما واكب مظاهراتهم من إنفلات امني في بعض المدن و المراكز القروية ، انت من وضعت دستور بلادك جانبا وجعلت من عداوتك للمغرب دستورا و عقيدة ، كنت تمني النفس ان ينجز هؤلاء ما عجزت عن تحقيقه ديبلوماسيتك التي لا زالت تنتشي بخطاب الحسن الثاني في نايروبي ذات مساء من اماسي سنة 1981.
لكن الفرق هنا شاسع وكبير، فحين خرج المغاربة الى التظاهر في تلك السنة ،إختار الحسن الثاني تغليب البرنامج الوحدوي على البرنامج التنموي و ارتمى في احضان خيار الإستفتاء الذي رفضته قيادات من الاتحاد الاشتراكي وزج بكاتبه الاول عبد الرحيم بوعبيد و اعضاء المكتب السياسي ،في السجن
اليوم و مجلس الامن يتداول في مشروع قرار يقبر بشكل نهائي وهم الإستفتاء ، لم يحتج ملك البلاد محمد السادس نصره الله ان يقمع شعبه بحجة اننا امام انتصار تاريخي في الامم المتحدة ، بل إنقلب الشارع على نفسه عندما خرج المغاربة ومعهم ملكهم وولي عهدهم الى الشوارع ليس للإحتجاج ولكن للإحتفال بفوز منتخب بلادنا بكأس العالم للشباب. كرد شافي على إعلام بلادك الذي اطلقت له العنان لنفر سمه وأمنيته ان لا تنظم بلادنا الاستحقاقات الرياضية من كأس إفريقيا و كأس العالم.
لا ادري لماذا جنرالاتك الذين يملون عليك ما يجب فعله ،لم يخبروك ان أحبابنا في الصحراء المغربية خرجوا إلى شوارع مدينة العيون و مدن الصحراء للإحتفال بهذا الإنجاز ،
لم تخبرك مخابراتك ان عرسا صحراويا إنقلب الى هتافات بفوز المنتخب المغربي على نغمات الطرب الحسابي.
نعم فخامة الرئيس ،يؤسفني ان اخبرك ان اهل الصحراء استيقضوا من زمان من حلم مخططات الحرب الباردة و حركات التحرر العالمية و هم الآن يدركون وهم خلق كيان موالي لجنرالات على كراسي الرئاسة من ليبيا الى الجزائر …
رغم ذلك وحدك فخامة الرئيس من لا زال يعيش وهم زعزعة استقرار بلادنا ،و يفشل في كل مرة في عرقلة حركته التنموية الصاعدة ، و يتلقى الضربات الديبلوماسية ولا يجد ردا غير استدعاء السفراء و اصدار بيانات نارية بإسم صنيعتك البوليزاريو.
وحبا مني لكل جزائري يشترك معي في التاريخ المشترك ،وفي الروابط الدينية و الثقافية و الإجتماعية ، فإنني أناشد فيك شيخوختك ،و شيخوخة الجينيرالات المحيطين بك ، اناشدكم جميعاً أن تقوموا بعمل سيكون خير ما تغفرون به عن ذنوبكم في حق الشعب الجزائري الذي اوهمتموه ان لا قيام لدولة اسمها الجزائر الا بضعف الدولة المغربية ،
لقد جاءت الفرصة فلا تضيعوها ، فبعد مرور نصف قرن على المسيرة الخضراء التي حررنا بها الصحراء ، يطرح عليكم الرئيس الامريكي المعترف بمغربية الصحراء خطة سلام مع المغرب ، فلا تضيعوها ، لم يتبقى لكم غير خيار القبول ، و مرحبا بشروطكم ما لم تمس بوحدتنا الوطنية ،و لحمتنا كمغاربة .
عبر عن مطامعك بعيدا عن خيار التقسيم ،وارمي باوراقك كطرف مباشر ولا تختبئ خلف منظمة تتجه الأمم المتحدة الى إعتبارها منظمة إرهابية .
لا اريد فخامة الرئيس ان اقول لك إنك محاصر من كل الجهات بالحقائق التاريخية التي تنكرت لها و الحركية الإقتصادية التي تدرك أن المغرب لم يعد من الممكن اللحاق به خاصة من طرف نظام شمولي عسكري فاقد للاهلية لتنويع شركائه بسبب مشكل الصحراء المغربية .
فخامة الرئيس ، هما شهران ، ستون يوما ، هي المتبقية من هذه السنة التي تريد لها الامم المتحدة و الولايات المتحدة الأمريكية و كل دول حق الفيتو ان تكون سنة الطي النهائي لوهم الإستفتاء وفضح إختبائكم وراء هذا الملف لتصريف صراع سياسي على زعامة إفريقيا .
الزعامة اليوم ليست بافكار الحرب الباردة ولا ببذلة الجندي على كرسي الشأن المدني ،
الزعامة اليوم تنمية و إقتصاد مصالح ،و رهانات دولية في الإستقرار وفي الانتفاع بخيرات هذا الكوكب بعيدا عن الصراعات العقيمة.
لن نحكم على خطوتك بقبول خطة السلام مع المغرب انها رضوخ لأمريكا ،و لا هزيمة ديبلوماسية ،هي فقط مجرد خطوة نحو الخيار الصحيح ،خيار رابح /رابح ، خيار ينقذكم من وهم سكن اوصالكم طويلا و لم تجنوا منه سوى الويلات و النكسات.
فهل تعتبرون ؟

زر الذهاب إلى الأعلى