
الدار/ إيمان العلوي
في أول خروج إعلامي بعد صدور القرار الأممي التاريخي رقم 2797، خصّ وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، القناة الثانية بحوار مطوّل كشف فيه عن كواليس اللحظات الحاسمة التي سبقت تصويت مجلس الأمن على القرار الذي كرس مغربية الصحراء وأعاد رسم موازين القوى داخل المنظمة الأممية.
أكد بوريطة أن الرؤية الملكية المتبصّرة هي الأساس الذي قامت عليه الدبلوماسية المغربية خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن جلالة الملك محمد السادس اعتمد على ما وصفه بـ “التأني الاستراتيجي”، أي العمل المتدرج والمبني على أهداف مرحلية واضحة، مع الالتزام بالمصداقية والعمل الواقعي بعيداً عن الانفعال أو المغامرة السياسية. وقال الوزير: “اليوم نجني ثمار تلك الرؤية الواضحة التي رسمها جلالة الملك في التعامل مع القضايا الكبرى وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.”
وفي حديثه عن كواليس التصويت الأممي، أوضح بوريطة أن مشروع القرار مرّ بمراحل دقيقة بين 4 أكتوبر ويوم التصويت، حيث تم إدخال 45 تعديلاً قبل الوصول إلى الصيغة النهائية، مشدداً على أن المغرب لم يكن تحت أي ضغط دولي، بل حافظ على موقعه التفاوضي القوي بفضل دعم حلفائه وشراكاته الاستراتيجية المتينة.
وكشف الوزير أن القرار تم اعتماده دون أي صوت معارض، وهو ما اعتبره دليلاً على الإجماع الدولي المتزايد حول مغربية الصحراء. كما أشار إلى أن الموقف الروسي بالامتناع عن التصويت تم بطريقة تراعي “المغرب وجلالة الملك محمد السادس”، مؤكداً أن ذلك الموقف لم يكن ضد المملكة، بل يحمل إشارات توازن واحترام متبادل.
أما عن الجزائر وامتناعها عن التصويت، فوضح بوريطة الفرق بين “الامتناع” و”المعارضة” في القانون الدولي، قائلاً إن الجزائر اختارت عدم المجازفة بموقف معارض بعدما أدركت العزلة التي باتت تواجهها في هذا الملف، مبرزاً أن القرار الأممي وضع البوليساريو في الزاوية وكرّس مبادرة الحكم الذاتي كخيار وحيد واقعي وعملي.
وتحدث بوريطة عن المتابعة اليومية من طرف جلالة الملك محمد السادس خلال مفاوضات القرار، مؤكداً أن الحسم في بعض المراحل تم بتدخل مباشر من جلالته وتواصله مع قادة دول مؤثرة داخل مجلس الأمن. وأضاف: “تصويت مجلس الأمن على قضية الصحراء هو تصويت على مغرب جلالة الملك محمد السادس، مغرب الرؤية الواضحة والنهج الدبلوماسي الهادئ الذي يثمر نتائج ملموسة.”
وختم الوزير حديثه بالتأكيد على أن القرار 2797 يمثل تحولاً نوعياً في مسار النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، ويعكس نجاح المغرب في تحويل معركته الدبلوماسية إلى انتصار استراتيجي دائم بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس، الذي جعل من الواقعية والتدرج أساساً لكل خطواته السياسية والدبلوماسية.






