أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

بنين: إحباط محاولة انقلابية داخل الجيش وإعادة السيطرة على مؤسسات الدولة

بنين: إحباط محاولة انقلابية داخل الجيش وإعادة السيطرة على مؤسسات الدولة

الدار/ سارة الوكيلي

شهدت جمهورية بنين، محاولة تمرد محدودة نفّذتها مجموعة من العسكريين الذين حاولوا استغلال موقعهم داخل إحدى الوحدات للسيطرة على مبنى التلفزيون الوطني وبثّ بيان يعلن “إقالة الرئيس” وتعليق العمل بالمؤسسات الدستورية. غير أنّ التحرك لم يدم طويلاً، بعدما سارعت القوات المسلحة البنينية إلى التدخل واحتواء الوضع في ساعاته الأولى.

وقال وزير الداخلية البنيني، في تصريح رسمي، إن الأجهزة الأمنية والعسكرية تعاملت “بأعلى درجات الحزم والاحترافية”، مؤكداً أن “المؤسسات الدستورية لم تتأثر، وأن الوضع بات تحت السيطرة الكاملة”. وأضاف أنّ العناصر المتمردة حاولت استغلال الساعات الأولى من الصباح لاقتحام مبنى التلفزيون الوطني وفرض بيان مناهض للحكومة، غير أن الوحدات الخاصة تدخلت بسرعة وأجبرتهم على الاستسلام.

ووفق مصادر محلية، فقد جاء التحرك في وقت تُعزّز فيه الحكومة برامج إصلاح القطاع الأمني وتكثّف الرقابة داخل الوحدات العسكرية، على خلفية التهديدات الإرهابية المتصاعدة في منطقة الساحل ومحاولات بعض الجماعات استغلال هشاشة الحدود لإرباك الاستقرار الداخلي. وتُشير التحليلات الأولية إلى أن المجموعة التي قادت التمرد كانت محدودة العدد وافتقرت إلى أي دعم داخل المؤسسة العسكرية، ما سهّل عملية عزلها دون خسائر تُذكر.

الحكومة البنينة، التي سارعت إلى تهدئة الشارع، أكدت أن الرئيس يمارس مهامه بشكل طبيعي من القصر الرئاسي، وأن كل أجهزة الدولة تواصل عملها دون انقطاع. كما دعت وزارة الداخلية المواطنين إلى “عدم الانجرار خلف الشائعات” التي رافقت اللحظات الأولى للحادثة، مؤكدة أن تحقيقات واسعة بدأت لتحديد الجهات التي تقف وراء التحرك، وما إذا كانت هناك أطراف داخلية أو خارجية حرّضت عليه.

إحباط المحاولة بهذه السرعة يعكس متانة المؤسسة العسكرية البنينة، التي لطالما حرصت على الابتعاد عن التجاذبات السياسية، خلافاً لما شهدته بعض دول غرب إفريقيا في السنوات الأخيرة من انقلابات متتالية. كما يعكس، بحسب المتخصصين، أن بنين تسعى إلى ترسيخ نموذج للاستقرار وسط إقليم يعاني من اهتزازات أمنية متلاحقة.

ومع استمرار التحقيقات، يبقى التركيز على معرفة الدوافع الحقيقية خلف التحرك، وما إذا كان مرتبطاً بمطالب داخلية في صفوف الجيش أو بمحاولة فاشلة لاستغلال الحالة الإقليمية. لكن المؤكد، وفق السلطات، أن “الدولة صامدة وأن كل محاولات المساس باستقرارها لن تنجح”.

زر الذهاب إلى الأعلى