أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

من جنيف.. المغرب يقود مبادرة أممية جديدة للاستفادة من الرياضة في إدماج المهاجرين

من جنيف.. المغرب يقود مبادرة أممية جديدة للاستفادة من الرياضة في إدماج المهاجرين

الدار/ إيمان العلوي

في توجه جديد يؤكد تصدّر المملكة المغربية في الابتكار الدبلوماسي والرياضي داخل المنظومة متعددة الأطراف، أعلن كلٌّ من المنظمة الدولية للهجرة والحكومة المغربية، يوم الثلاثاء 9 دجنبر 2025، عن الإطلاق الرسمي لـ “مجموعة أصدقاء الرياضة والهجرة” على هامش اجتماعات مجلس المنظمة بجنيف، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى جعل الرياضة أداة استراتيجية لتعزيز الإدماج الاجتماعي والتمكين وتحسين حكامة الهجرة على المستويين الوطني والدولي.

وجاء تأسيس هذه المجموعة استجابةً للزخم الكبير الذي عبّر عنه عدد من الدول الأعضاء خلال الفعالية المشتركة بين المغرب والمنظمة الدولية للهجرة، التي نُظّمت على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر شتنبر الماضي. وتعد المجموعة منصة طوعية للحوار بين الحكومات، تتيح تبادل السياسات وأفضل الممارسات والمعطيات، كما تسعى إلى إدماج الرياضة داخل استراتيجيات الهجرة والإدماج، دعماً للميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة الذي تم اعتماده بمراكش سنة 2018.

وأكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن هذا الإطلاق “ليس مجرد خطوة تقنية، بل يعكس قناعة راسخة وإرادة سياسية وطموحاً لجعل الرياضة أداة استراتيجية لمواجهة تحديات الهجرة المعاصرة”. وأضاف أن “الرياضة لغة كونية ومساحة تذوب فيها الاختلافات وتلتقي فيها المجتمعات، لكنها أيضاً وسيلة عملية قادرة على تقديم حلول ملموسة لقضايا تهم الجميع، مثل إدماج المهاجرين، إشراك الشباب، الوقاية من الهشاشة، وتعزيز التماسك الاجتماعي”.

وتطمح المجموعة، من خلال تعزيز التنسيق بين الحكومات والمنظمات الدولية والفاعلين الرياضيين، إلى دعم تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة وإطلاق مشاريع نموذجية تستخدم الرياضة كوسيلة للإدماج، إضافة إلى الإسهام في فعاليات المنتدى الدولي لاستعراض الهجرة لعام 2026 المقرر عقده في ماي المقبل. كما أن باب العضوية مفتوح أمام جميع الدول والمنظمات والاتحادات الرياضية والشركاء المعنيين، مما يضمن مقاربة شاملة تشرك مختلف مكونات المجتمع.

من جانبها، أكدت أوغوتشي دانيلز، نائبة المدير العام للعمليات بالمنظمة الدولية للهجرة، أن إطلاق هذه المجموعة يأتي في مرحلة مفصلية، مشددة على أن “الهجرة والحركية باتتا عنصرين أساسيين في تشكيل المجتمعات الحديثة، ما يتطلب أدوات مبتكرة وعملية لتعزيز الاندماج والتماسك”. وأبرزت أن الرياضة “قوة قادرة على جمع الناس، وكسر الحواجز وبناء مجتمعات أكثر صلابة، وهذه المجموعة ستساعد الحكومات على تحويل هذه القيم إلى سياسات وشراكات ملموسة”.

وسيعمل هذا الإطار الجديد على إعداد دليل لأفضل الممارسات، واستعراض المبادرات القائمة والمشاريع المستقبلية، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع رائدة ودعم ابتكارات سياسات الإدماج الرياضي للمهاجرين. وتؤكد هذه المبادرة التزام كل من المنظمة الدولية للهجرة والمملكة المغربية بتطوير التعاون الحكومي وتعزيز الابتكار السياسي في مجالات الهجرة والإدماج الاجتماعي وصناعة خطاب إيجابي قائم على الدور الفعّال للرياضة في تحقيق التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى