
الدار/ غيثة حفياني
في إطار الاستعداد لإحياء ذكرى واحدة من أبرز المحطات التاريخية المشتركة بين المغرب والولايات المتحدة، قام جونز ديفيد، المؤرخ الرسمي للقيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، بزيارة عمل إلى المملكة ما بين 1 و5 دجنبر الجاري، خصصها للتنسيق مع المؤسسات المغربية المعنية حول الاحتفال بالذكرى الخامسة والثمانين لعملية “المشعل”، وهي العملية التي شهدت إنزال القوات الأمريكية على السواحل المغربية في نونبر 1942 خلال الحرب العالمية الثانية.

وشملت زيارة المسؤول الأمريكي لقاءات مكثفة مع مسؤولين مغاربة في مديرية التاريخ العسكري وعدد من قادة القوات الملكية المسلحة، إلى جانب جولات ميدانية في المواقع التاريخية التي شهدت الإنزال، مثل المهدية والقنيطرة والدار البيضاء، حيث شكّلت هذه المدن مراكز عملياتية مفصلية للقوات الأمريكية خلال تلك الفترة.
وتأتي هذه الزيارة في سياق توطيد العلاقات العسكرية بين الرباط وواشنطن، وتعزيز العمل المشترك في الإعداد لفعاليات تخليد هذا الحدث التاريخي، الذي لا يمثل فقط محطة حاسمة في مسار الحرب العالمية الثانية، بل يشكل أيضًا جزءًا مهمًّا من الذاكرة العسكرية المشتركة بين البلدين، لما ترتب عنه من بداية تعاون استراتيجي تطور عبر عقود ليشمل مجالات التدريب والعمليات المشتركة والدعم اللوجستي.
ومن المتوقع أن يشهد الاحتفال المرتقب إطلاق برامج توثيق، ومعارض تاريخية، وأنشطة بحثية تسلط الضوء على الدور الذي لعبته الأراضي المغربية خلال “عملية المشعل”، وعلى التحولات الكبرى التي أحدثها هذا الحدث في مسار العلاقات الثنائية بين المغرب والولايات المتحدة.






