المواطن

حي سيدي مومن بالبيضاء.. القرية المنسية

الدار البيضاء/ عبد اللطيف الموساوي

تعتبر منطقة سيدي مومن احد أكثر المناطق بالدارالبيضاء هشاشة وعزلة وتهميشا، ولا زال يضم أكبر التجمعات الصفيحية، وترتفع فيه معدلات البطالة والفقر، بالرغم من المجهودات التنموية لإخراج الحي وساكنته من العزلة والتهميش، والتي ظهرت بشكل كبير مباشرة بعد أحداث 16 ماي الإرهابية سنة  2003".

منطقة سيدي مومن التي تعرف انتشارا  كبيرا للكلاب الضالة والحمير والعربات المجرورة لازالت منتشرة بالمنطقة بحكم التهميش والفقر الذي تعيشه الأسر، ما يدفعها إلى البحث عن قوتها بكل الطرق"، كما تعرف بعض مناطقه القصديرية تربية الاغنام والابقار .

وتقع المقاطعة الجماعية لسيدي مومن بتراب عمالة مقاطعات سيدي البر نوصي على مساحة تقدر ب 32 كلم مربعا،و هي عبارة عن تجمع  لمجموعة من الاحياء كحي الدوما، حي الركبوت، حي الهدى، حي جوهرة، حي الرحماني و غيره من الأحياء الخاضعة لقانون البناء والتعمير المغربي، والمشروع السكني الاجتماعي "التشارك" سابقا حي "الولاء" حاليا الذي شيد على مساحة 89 هكتار لإيواء سكان  كريان بن امسيك، و المدينة القديمة و بعض الأحياء الصفيحية المتواجدة بمحاذاتهما، واللذان حضيا أكثر من مرة بالزيارة الميمونة للملك محمد السادس.

ورغم الاهتمام الذي أعطي لتنمية المنطقة من طرف جلالة الملك خاصة بعد أحداث 16 ماي الأليمة الذي غرر بشباب من أبنائها وارتكبوا حماقتهم المعروفة التي ألحقت الدمار والخراب بنقط في القلب النابض للمغرب. 

ولئن كانت هذه الأحداث الإرهابية مؤسفة ووصمت صفحة مغربنا الآمنة بنقطة سوداء، فهي أخرجت منطقة منسية من غياهب التهميش والإهمال إلى سطح الاهتمام والعناية، وقذفت بها إلى واجهة مسلسلات الإصلاح والتغيير، الذي قد يأتي أو لا يأتي وإلى عمق السياسة الوطنية والتنمية المحلية.

المتجول بمنطقة سيدي مومن يلاحظ ظهور بعد مظاهر المدينة الحديثة كترامواي الى جانب العربات المجرورة بالخيول و الحمير و بعض العمارات السكنية الحديثة الى جانب اكواخ القصدير، كما يجد بجوانب المستوصفات و المدارس فنادق الخيل والحمير وفي بعض المناطق الابقار والمواشي .

كما يلاحظ استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي في غياب أي رقابة للسلطة المحلية او للمنتخبين الذين لازالوا عاجزين عن قيادة سفبنة إخراج المنطقة من العزلة و التهميش الذي عانته على مدى سنين طويلة ، واصبحت في الاونة الأخيرة المنطقة تعرف رواجا كبيرا ليس إقتصاديا او تجاريا وإنما في بيع واستهلاك الممنوعات .

هذا باختصار شديد، معاناة ومأساة حي "قرية " سيدي مومن، الذي يزخر بقطاع عمراني مهم جر على المنطقة ويلات الزحف الإسمنتي الذي يشيد بدون شروط ملائمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى